٢١١٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قوله:{من آمن بالله} يعني: مَن وحَّدَ الله، {واليوم الاخر} يعني: مَن آمن باليوم الآخر، يقول: آمن بما أنزل الله (١). (ز)
٢١١٨ - عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسْباط- {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله اليوم الآخر}، قال: فكان إيمان اليهود أنّه مَن تمسك بالتوراة وسنة موسى، حتى جاء عيسى، فلما جاء عيسى كان مَن تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولًا منه، حتى جاء محمد - صلى الله عليه وسلم -، فمَن لم يَتَّبِع محمدًا - صلى الله عليه وسلم - منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكًا (٢)[٢٧٥]. (ز)
٢١١٩ - قال مقاتل بن سليمان:{من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا} يقول: مَن صَدَّق منهم بالله - عز وجل - بأنّه واحد لا شريك له، وصَدَّق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال بأنه كائن {فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}، يقول:{إن الذين آمنوا} يعني: صَدَّقوا بتوحيد الله تعالى، ومَن آمن مِن الذين هادوا ومن النصارى ومن الصابئين {من آمن} منهم {بالله واليوم الآخر} فيما تقدم إلى آخر الآية (٣). (ز)
[٢٧٥] رجَّحَ ابنُ جرير (٢/ ٣٧ - ٣٨) أنّ معنى الآية: إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين، مَن يؤمن منهم بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم. وأنّ معنى إيمان المؤمن في هذا الموضع: «ثباته على إيمانه وتركه تبديله». مستندًا في ذلك إلى السياق، وظاهر التنزيل. وقال (٢/ ٤٦ بتصرف): «والذي قلنا من التأويل أشبه بظاهر التنزيل؛ لأن الله -تعالى ذكره- لم يخصص بالأجر على العمل الصالح مع الإيمان بعضَ خلقه دون بعضٍ منهم، والخبر بقوله: {من آمن بالله واليوم الآخر} عن جميع من ذَكر في أول الآية».