للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٩)}

٧٠٢٢١ - قال مقاتل بن سليمان: ثم أخبر عن النَّضر بن الحارث، فقال: {وإذا عَلِمَ مِن آياتِنا شَيْئًا} يقول: إذا سمع مِن آيات القرآن شيئًا {اتَّخَذَها هُزُوًا} يعني: استهزاء بها، وذلك أنه زعم أنّ حديث القرآن مثل حديث رستم وإسفنديار، {أُولئِكَ لَهُمْ} يعني: النَّضر بن الحارث وأصحابه، وهم قريش {عَذابٌ مُهِينٌ} يعني: [القتل] (١) في الدنيا يوم بدر (٢). (ز)

{مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠)}

٧٠٢٢٢ - قال مقاتل بن سليمان: {مِن ورائِهِمْ جَهَنَّمُ} يعني: النَّضر بن الحارث، يقول لهم في الدنيا: القتْل ببدر، ومِن بعده أيضًا لهم جهنم في الآخرة، {ولا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئًا} يقول: لا تغني عنهم أموالهم التي جمعوها مِن جهنم شيئًا، ولا يغني عنهم مِن جهنم {ما اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أوْلِياءَ} يقول: ما عبدوا مِن دون الله مِن الآلهة، {ولَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ} يعني: كبير لشدَّته (٣) [٥٩٣٨]. (ز)


[٥٩٣٨] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٥٩٢) أن بعض المفسرين قال بأن قوله: {من ورائهم جهنم} معناه: من أمامهم، ثم علَّق بقوله: «وهذا نحو الخلاف الذي في قوله تعالى: {وكان وراءهم ملك} [الكهف: ٧٩] ولحظ قائل هذه المقالة الأمر من حيث تأول أنّ الإنسان كأنه مِن عمره يسير إلى جنة أو نار، فهما أمامه، وليس لفظ الوراء في اللغة كذلك، وإنما هو ما يأتي خلف الإنسان، وإذا اعتبر الأمر بالتقدم أو التأخر في الوجود على أن الزمان كالطريق للأشياء استقام الأمر، فما يأتي بعد الشيء في الزمان فهو وراءه، فكان الملك وأخذْه السفينة وراء ركوب أولئك إياها، وجهنم وإحراقها للكفرة يأتي بعد كفرهم وأفعالهم، وهذا كما تقول: افعل كذا وأنا مِن ورائك عضدًا. وكما تقول ذلك على التهديد: أنا من وراء التقصي عليك، ونحو هذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>