للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٩)}

[نزول الآية]

٢٢٤٣٧ - عن عبد الله بن عمرو: أنّ امرأةً سرقت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقُطِعتْ يدها اليمنى، فقالت: هل لي من توبة، يا رسول الله؟ قال: «نعم، أنتِ اليومَ من خطيئتِك كيومِ ولَدتْكِ أمُّكِ». فأنزَل الله في سورة المائدة: {فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم} (١). (٥/ ٢٩٦)

[تفسير الآية]

٢٢٤٣٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- {فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح} فتاب عليه، يقول: الحد (٢). (ز)

٢٢٤٣٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه}، يقول: الحدُّ كفارتُه (٣) [٢٠٧٧]. (٥/ ٢٩٧)

٢٢٤٤٠ - قال مقاتل بن سليمان: {فَمَن تابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ} يقول: مَن تاب من بعد سرقته، {وأَصْلَحَ} العمل فيما بقي؛ {فَإنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} به،


[٢٠٧٧] ذكر ابنُ عطية (٣/ ١٦٤) أنّ المعنى عند جمهور أهل العلم: أنّ مَن تاب مِن السرقة، فندم على ما مضى، وأقلع في المستأنف، وأصلح بردّ الظلامة إن أمكنه ذلك، وإلا فبإنفاقها في سبيل الله، وأصلح أيضًا في سائر أعماله، وارتفع إلى فوق؛ فإن الله يتوب عليه، ويُذهب عنه حكم السرقة فيما بينه وبين الله تعالى، وهو في المشيئة مرجوٌّ له الوعد، وليس تسقط عنه التوبة حكم الدنيا مِن القطع إن اعترف أو شُهد عليه. ثم ساق قول مجاهد، وعلَّق عليه بقوله: «وهذا تشديد، وقد جعل الله للخروج من الذنب بابين: أحدهما: التوبة. والآخر: الحد».

<<  <  ج: ص:  >  >>