للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العِلمِ}. فأسلم الرجلان، وصَدَّقا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١). (ز)

١٢٢٨٧ - قال مقاتل بن سليمان: قوله سبحانه: {شهد الله}، وذلك أنّ عبد الله بن سلام وأصحابه مؤمني أهل التوراة قالوا لرُؤوس اليهود: إنّ محمدًا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ودينه الحقُّ؛ فاتَّبِعوه. فقالت اليهود: دينُنا أفضلُ من دينكم. فقال الله تبارك وتعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم} الآية (٢). (ز)

[تفسير الآية]

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ}

١٢٢٨٨ - عن عبد الله بن عباس أنّه قال: خلق اللهُ الأرواحَ قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة، وخلق الأرزاقَ قبل الأرواح بأربعة آلاف سنة، فشَهِد بنفسه لنفسه قبل أن خَلَق الخلقَ حين كان ولم تكن سماءٌ ولا أرضٌ ولا بَرٌّ ولا بحرٌ، فقال: {شَهِدَ اللَّهُ أنَّهُ لا إلَهَ إلّا هُوَ} (٣) [١١٣٩]. (ز)


[١١٣٩] نقل ابن عطية (٢/ ١٧٨) عن أبي عُبيدة قوله: «{شهد الله} معناه: قضى الله». ثم انتقده قائلًا: «وهذا مردود من جهات».
وذكر ابنُ تيمية (٢/ ٤٤) عبارات المفسرين في لفظ {شَهِدَ} قائلًا: «فقالت طائفة منهم مجاهد والفراء وأبو عُبيدة: أي: حكم وقضى. وقالت طائفة منهم ثعلب والزجاج: أي: بيَّن. وقالت طائفة: أي: أعلم. وكذلك قالت طائفة: معنى شهادة الله: الإخبار والإعلام، ومعنى شهادة الملائكة والمؤمنين: الإقرار. وعن ابن عباس: أنه شهد بنفسه لنفسه قبل أن يخلُق الخَلْق حين كان، ولم يكن سماء ولا أرض، ولا بر ولا بحر فقال: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}». ثم وجَّهها بقوله: «وكل هذه الأقوال وما في معناها صحيحة؛ وذلك أن الشهادة تتضمن كلام الشاهد وقوله وخبره عما شهد به، وهذا قد يكون مع أن الشاهد نفسه يتكلم بذلك ويقوله ويذكره، وإن لم يكن مُعْلِمًا به لغيره، ولا مخبرًا به لسواه، فهذه أول مراتب الشهادة ... ».
ووجَّهها ابنُ القيم (١/ ٢١٧) بقوله: «وعبارات السلف في {شهد} تدور على: الحكم والقضاء، والإعلام والبيان والإخبار ... وهذه الأقوال كلها حق، لا تنافي بينها، فإنّ الشهادة تتضمن كلام الشاهد، وخبره، وقوله، وتتضمن إعلامه وإخباره وبيانه، فلها أربع مراتب: ... » ثم فصَّلها (١/ ٢١٧ - ٢٢٠) بنحو كلام ابن تيمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>