للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا الحديث الطيب. فقرأ عليهم سورةَ الكهف، فأراد عمرو أن يُغْضِب النجاشيَّ، فقال: إنّهم يشتمون عيسى وأُمَّه. فقال النجاشي: ما تقول في عيسى وأُمِّه؟ فقرأ عليهم جعفرُ سورةَ مريم، فلمّا أتى على ذكر مريم وعيسى رفع النجاشي نَفْثَةً مِن سواكه قدر ما يُقَذِّي العين، وقال: واللهِ، ما زاد المسيحُ على ما تقولون هذا. ثم أقبل على جعفر وأصحابه فقال: اذهبوا، فأنتم سُيُوم بأرضي -يقول: آمنون-، مَن سَبَّكم أو آذاكم غَرِم. ثم قال: أبشروا ولا تخافوا، ولا دَهْوَرَة (١) اليوم على حزب إبراهيم. قال عمرو: يا نجاشيُّ، ومَن حزب إبراهيم؟ قال: هؤلاء الرهط وصاحبهم الذي جاءوا مِن عنده ومن اتبعهم. فأنكر ذلك المشركون، وادعوا في دين إبراهيم، ثم رَدَّ النجاشيُّ على عمرو وصاحبه المال الذي حملوه، وقال: إنما هديتكم إلَيَّ رشوة، فاقبضوها، فإنّ الله مَلَّكَنِي ولم يأخذ مني رشوة. قال جعفر: فانصرفنا، فكُنّا في خير دار، وأكرم جوار. وأنزل الله - عز وجل - ذلك اليوم في خصومتهم في إبراهيم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمدينة قوله: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه} على مِلَّته وسُنَّته، {وهذا النبي} يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، {والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} (٢). (ز)

[تفسير الآية]

١٣٣٠٠ - عن عبد الله بن مسعود: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنّ لكلِّ نبي وُلاةً مِن النبيين، وإنّ وليِّي منهم أبي وخليل ربي». ثم قرأ: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} (٣). (٣/ ٦٢١)


(١) لا دَهْوَرَة: أي: لا ضَيْعَة عليهم، ولا يَتْرُك حفظهم وتعهدهم. لسان العرب (دهر).
(٢) أورده الواحدي في أسباب النزول (ت: ماهر الفحل) ص ٢٢٨ - ٢٣٢ واللفظ له، والثعلبي ٣/ ٨٨ - ٩٠.
إسناده ضعيف جدًّا؛ الكلبي كذّبوه، وأبو صالح ضعيف، كما تقدم مرارًا. وينظر: مقدمة الموسوعة. قال ابن حجر في العُجاب في بيان الأسباب ٢/ ٦٩١ بعد ذكره رواية عبدالرحمن بن غَنْم: «وقصة عمرو بن العاص وجعفر بن أبي طالب عند النجاشي مروية من طرق متعددة».
(٣) أخرجه الحاكم ١/ ٥٤١ (١٤١٨).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يُخَرِّجاه». وقال الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية ١١/ ١٨٦ (٢٢١١): «يرويه الثوري، عن عبدالرحمن بن الأصبهاني، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، واختلف عنه في رفعه؛ فرفعه مؤمل بن إسماعيل، ووقفه عبدالرحمن بن مهدي، والموقوف أشبه». وقال السخاوي في المقاصد الحسنة ص ٢٢٠ (٢٦٧): «رواه ابن مهدي، وأبو نُعيم، كلاهما عن الثوري، فوقفاه». وأورده الألباني في الصحيحة ٣/ ٤٥١ (١٤٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>