وذكر ابنُ جرير (٢٠/ ٦٢٣) أنه اختلف في الفرق بين الضم والكسر، فذهب قوم إلى أنهما لغتان بمعنى واحد، مثل يشُد ويشِد، وقال غيرهم بأن مَن كَسر الصاد فمجازها: يضجون، ومن ضمها فمجازها: يعدلون. وذهب قوم إلى أن من كسرها فإنه أراد: يضجون، ومن ضمها فإنه أراد: الصدود عن الحق. وبنحوه قال ابنُ عطية (٧/ ٥٥٧). ثم رجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ٦٢٤) صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى شهرتهما، واتحاد معناهما، فقال: «والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، ولغتان مشهورتان بمعنًى واحد، ولم نجد أهل التأويل فرّقوا بين معنى ذلك إذا قُرئ بالضم والكسر، ولو كان مختلفًا معناه لقد كان الاختلاف في تأويله بين أهله موجودًا وجود اختلاف القراءة فيه باختلاف اللغتين، ولكن لما لم يكن مختلف المعنى لم يختلفوا في أن تأويله: يضجون ويجزعون، فبأي القراءتين قرأ القارئ فمصيب».