للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عباس، فحَصَبَه ابنُ عباس، وقال: يا عدوَّ الله، آذيتَ رسول الله، {إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ}، لو كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سمعك لآذيتَه (١). (١٢/ ١٣٦)

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (٥٨)}

[نزول الآية]

٦٢٧٩٧ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: رأى عمرُ? جاريةً مِن الأنصار مُتَبَرِّجَةً، فضربها، وكَرِه ما رأى مِن زينتها، فذهبت إلى أهلها تشكو عمر، فخرجوا إليه، فآذوه؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢). (ز)

٦٢٧٩٨ - قال الضحاك بن مزاحم =

٦٢٧٩٩ - وإسماعيل السُّدِّيّ =

٦٢٨٠٠ - ومحمد بن السائب الكلبي: في قوله: {إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ}، نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يَتَّبِعون النساء إذا تبرزن بالليل لقضاء حوائجهن، فيرون المرأة، فيدنون منها، فيغمزونها، فإن سكتت اتَّبعوها، وإن زجرتهم انتهوا عنها، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء، ولم يكن يومئذ تُعرف الحرة مِن الأمة؛ لأنّ زيهن كان واحدًا، إنما يخرجن في درع واحد وخمار؛ الحُرَّة والأمة، فشَكَوْن ذلك إلى أزواجهن، فذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه-؛ فأنزل الله تعالى: {والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ}، ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء، فقال تعالى: {يا أيُّها النبي قُلْ لِأَزْواجِكَ وبَناتِكَ ونِساءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ} أي: يُرخِين أرْدِيَتَهُنَّ ومَلاحِفَهُنَّ، فيَتَقَنَّعْنَ بها، ويغطين وجوههن ورؤوسهن؛ ليُعلم أنهن حرائر؛ فلا يُتعرض لهن، ولا يؤذين (٣). (ز)

٦٢٨٠١ - قال مقاتل بن سليمان: {والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا وإثْمًا مُبِينًا}، يُقال: نزلت في علي بن أبي طالب?، وذلك أنّ


(١) أخرجه الحاكم ٣/ ١٢١ - ١٢٢.
(٢) أورده الواحدي في أسباب النزول ص ٣٦٢، وابن الجوزي في زاد المسير ٣/ ٤٨٣.
(٣) تفسير الثعلبي ٨/ ٦٣ - ٦٤، وتفسير البغوي ٦/ ٣٧٥، وعلق الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص ٣٦٢ - ٣٦٣ شطره الأول وأخرج شطره الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>