ونقل ابنُ عطية (٤/ ١٩٣ - ١٩٤) قولًا لأبي عبيدة بأن هذه الآية ناسخة لقوله في أول السورة: {قُلِ الأَنْفالُ لِلَّهِ والرَّسُولِ} الآية، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يُخَمِّس غنائم بدر، فنسخ حكمه في ترك التخميس بهذه الآية، وانتقده مستندًا للسنة بقوله: «ويظهر في قول علي بن أبي طالب في البخاري: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم ببدر، وشارف أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخُمُس حينئذ. أن غنيمة بدر خُمِّست، فإن كان ذلك فسد قول أبي عبيدة». ثم قال: «ويحتمل أن يكون الخُمُس الذي ذكره علي بن أبي طالب من إحدى الغزوات التي كانت بين بدر وأحد، فقد كانت غزوة بني سليم، وغزوة السويق، وغزوة ذي أمر، وغزوة بُحران، ولم يحفظ فيها قتال، ولكن يمكن أن غنمت غنائم».