للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٠١١ - قال يحيى بن سلّام: {أُولَئِكَ أصْحابُ الجَحِيمِ}، والجحيم اسم من أسماء جهنم (١). (ز)

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢)}

[قراءات]

٥١٠١٢ - عن عمرو بن دينار، قال: كان ابنُ عباس يقرأ: (ومَآ أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ولا نَبِيٍّ ولا مُحَدَّثٍ) (٢) [٤٤٩٩]. (١٠/ ٥٢٤)


[٤٤٩٩] انتقد ابنُ تيمية (٤/ ٤٣٥ - ٤٣٦) هذه القراءة مستندًا لعدم تواترها وصحتها، فقال: «هذه القراءة ليست متواترة، ولا معلومة الصحة، ولا يجوز الاحتجاج بها في أصول الدين، وإن كانت صحيحة المعنى، فالمعنى: أنّ المُحَدَّث كان فيمن كان قبلنا، وكانوا يحتاجون إليه، وكان ينسخ ما يلقيه الشيطان إليه كذلك، وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا تحتاج إلى غير محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا كانت الأمم قبلَنا لا يكفيهم نبيٌّ واحد، بل يحيلهم هذا النبيُّ في بعض الأمور على النبي الآخر، وكانوا يحتاجون إلى عدد من الأنبياء، ويحتاجون إلى المُحَدَّث، وأمة محمد أغناهم الله بمحمد - صلى الله عليه وسلم -[عن] غيره من الأنبياء والرسل؛ فكيف لا يغنيهم عن المحدث، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنه كان في الأمم قبلكم مُحَدَّثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر». فعلق ذلك بـ» إن «ولم يجزم به لأنه علم استغناء أمته عن مُحَدَّث كما استغنت عن غيره مِن الأنبياء سواء كان فيها مُحَدَّث أو لا، أو كان ذلك لكمالها برسولها الذي هو أكمل الرسل وأجملهم، وهؤلاء كبعض في أمته عن الأمم قبلهم». وقال أيضًا: «هذه القراءة إذا ثبت أنها قراءة فلا يعرف لفظ بقية سائر الكلام معها كيف كان، فإنها بتقدير صحتها إما من الحروف السبعة، وإما مما نسخت تلاوته، وعلى التقديريين فيجوز أن يكون نظم سائر الآية كان على وجهٍ لا يدل على عصمة المُحَدَّث، بل فيها نسخ ما يلقيه في أمنية النبي والرسول دون المحدث، وإن ثبت أنّ الله تعالى كان ينسخ ما يلقي الشيطان في قلوب المحدثين قبلنا فلا يقتضي أن ذلك بوحي يأتيه؛ ليكون ذلك بعرضه ذلك على نبوات الأنبياء، فإن خالف ذلك كان مردودًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>