للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأَقِطّ، ولا يبنون الشَّعَر والوَبَر (١). (ز)

٦٠٥٥ - عن محمد بن إسحاق -من طريق عثمان بن ساجٍ-: أنّ عمرو بن لُحَيٍّ نَصَب مناة على ساحل البحر مِمّا يَلِي قَدِيدًا، وهي التي كانت للأَزْدِ وغَسّان، يحُجُّونها ويُعَظِّمُونها، فإذا طافوا بالبيت وأفاضوا من عرفات وفرغوا من مِنًى لم يحلقوا إلا عند مَناة، وكانوا يُهِلُّون لها، ومَن أهَلَّ لها لم يَطُف بين الصفا والمروة؛ لِمَكان الصَّنَمَيْن اللَّذَيْنِ عليهما: نَهِيكٌ مُجاوِدُ الرِّيحِ، ومُطْعِم الطير، فكان هذا الحيُّ من الأنصار يُهِلُّون بمناة، وكانوا إذا أهَلُّوا بحج أو عمرة لم يُظِلَّ أحدًا منهم سقفُ بيتٍ حتى يَفْرَغ من حجته أو عمرته، وكان الرجل إذا أحرم لم يدخل بيتَه، وإن كانت له فيه حاجة تَسَوَّر من ظهر بيته؛ لئلا يَجُنَّ (٢) رِتاجُ (٣) البابِ رأسَه، فلما جاء الله بالإسلام، وهدم أمر الجاهلية؛ أنزل الله تعالى في ذلك: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى}. قال: وكانت مناة للأوس، والخزرج، وغَسّان من الأَزْد، ومَن دان بدِينِهم مِن أهل يَثْرِب وأهل الشام، وكانت على ساحل البحر من ناحية المُشَلَّل بقُدَيْد (٤). (ز)

[تفسير الآية]

{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}

٦٠٥٦ - عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله -تعالى ذِكْرُه-: {وليس البرُّ بأن تأتوا البيوت من ظُهورها}، يقول: ليس البِرُّ بأن تأتوا البيوت من كَوّاتٍ في ظهور البيوت، وأبوابٍ في جنوبها، تجعلها أهل الجاهلية. فنُهوا أن يدخلوا منها، وأُمِروا أن يدخلوا من أبوابها (٥). (ز)

٦٠٥٧ - عن الحسن البصري، في الآية، قال: كان الرجل في الجاهلية يَهُمُّ بالشيء يصنَعُه، فيُحْبَسُ عن ذلك، فكان لا يأتي بيتَه من قِبَلِ بابِه حتى يأتيَ الذي كان هَمَّ به وأراده (٦). (٢/ ٣١١)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ١٦٦ - ١٦٧.
(٢) أي: يستر. النهاية (جنن).
(٣) الرِّتاج: الباب العظيم. وقيل: الرِّتاج: الباب المُغْلَقُ وعليه باب صغير. لسان العرب (رتج).
(٤) أخرجه الأزرقي في أخبار مكة ١١/ ١٩٦ (١٥٤).
(٥) أخرجه ابن جرير ٣/ ٢٨٤.
(٦) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.

<<  <  ج: ص:  >  >>