ورجَّح ابنُ جرير (٢١/ ٣٢٩) -مستندًا إلى أقوال السلف، وإلى اللغة- القول الأول، وهو قول الضَّحّاك، وقتادة، ومقاتل، وابن زيد. وانتقد القول الثاني، فقال: إن «القول لو كان كما قال مجاهد مِن أنّ مثَلَهم في التوراة والإنجيل واحد لكان التنزيل: ومثلهم في الإنجيل وكزَرْعٍ أخرج شَطْأَه، فكان تمثيلهم بالزرع معطوفًا على قوله: {سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ} حتى يكون ذلك خبرًا عن أنّ ذلك مَثلهم في التوراة والإنجيل، وفي مجيء الكلام بغير واوٍ في قوله: {كَزَرْعٍ} دليلٌ بيِّنٌ على صحة ما قلنا، وأن قوله: {ومَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ} خبرٌ مبتدأٌ عن صفتهم التي هي في الإنجيل دون ما في التوراة منها».