للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يُرمى بها على الصفوان، فإذا سمعت الملائكةُ صلصلة الوحي خرَّ لجباههم مَن في السماء مِن الملائكة، فإذا نزل عليهم أصحابُ الوحي قالوا: {ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالوا: الحَقَّ وهُوَ العَلِيُّ الكَبِيرُ} [سبأ: ٢٣]. قال: فيتنادَوْن: قال ربكم الحق، وهو العلي الكبير. قال: فإذا أُنزل إلى السماء الدنيا قالوا: يكون في الأرض كذا وكذا موتًا، وكذا وكذا حياة، وكذا وكذا جدوبة، وكذا وكذا خصبًا، وما يريد أن يصنع، وما يريد أن يبتدئ -تبارك وتعالى-. فنزلت الجنُّ، فأوحوا إلى أوليائهم مِن الإنس بما يكون في الأرض، فبينا هم كذلك إذ بَعث الله النبي - صلى الله عليه وسلم -، فزُجِرت الشياطين عن السماء، ورموهم بكواكب، فجعل لا يصعد أحد منهم إلا احترق، وفزع أهل الأرض لما رأوا في الكواكب، ولم يكن قبل ذلك، وقالوا: هلك مَن في السماء، وكان أهل الطائف أول مَن فزع، فينطلق الرجل إلى إبله، فينحر كل يوم بعيرًا لآلهتهم، وينطلق صاحب الغنم، فيذبح كل يوم شاة، وينطلق صاحب البقر فيذبح كل يوم بقرة، فقال لهم رجل: ويلكم! لا تهلكوا أموالكم؛ فإنّ معالمكم من الكواكب التي تهتدون بها لم يسقط منها شيء. فأقلعوا، وقد أسرعوا في أموالهم، وقال إبليس: حدث في الأرض حدث. فأُتي مِن كل أرض بتربة، فجعل لا يُؤتى بتربة أرض إلا شمّها، فلما أُتي بتربة تهامة قال: هاهنا حدث الحدث. وصرف الله إليه نفرًا من الجن وهو يقرأ القرآن، فقالوا: {إنّا سَمِعْنا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: ١] حتى ختم الآية، فولّوا إلى قومهم منذرين (١). (ز)

{دُحُورًا}

٦٥٠٩٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {دُحُورًا}، قال: مطرودين (٢). (١٢/ ٣٨٧)

٦٥٠٩٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {دُحُورًا}، قال: قَذْفًا في النار (٣). (ز)


(١) أخرجه أحمد ٣/ ٢٨٣ (٢٤٨٢)، والنسائي في الكبرى (١١٦٢٦)، وابن جرير ١٩/ ٥٠٢.
(٢) تفسير مجاهد (٥٦٦)، وأخرجه يحيى بن سلّام ٢/ ٨٢٤ من طريق ابن مجاهد، وابن جرير ١٩/ ٥٠٦ - ٥٠٧، وعبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٩٤ - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>