للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٢٨٥١ - عن أبي مَوْدود -من طريق حفص بن ميسرة- في قول الله: {فإنه كان للأوابين غفورا}، قال: ما بين المغرب والعشاء (١). (ز)

٤٢٨٥٢ - قال مقاتل بن سليمان: {فإنه كان للأوابين غفورا}، يعني: المتراجعين من الذنوب إلى طاعة الوالدين غفورًا (٢). (ز)

٤٢٨٥٣ - قال يحيى بن سلّام: {إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}، الأواب: التائب، الراجع عن ذنبه (٣) [٣٨٢٨]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٤٢٨٥٤ - عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبايُعه على الهجرة، وترك أبويه يبكيان، فقال: «ارجع إليهما فأضحِكهما كما أبكَيتَهما» (٤). (٩/ ٢٩٧)


[٣٨٢٨] اختُلِف في معنى قوله تعالى: {فَإنَّهُ كانَ لِلأَوّابِينَ غَفُورًا} في هذه الآية على أقوال: الأول: هم المسبِّحون. الثاني: هم المطيعون المحسنون. الثالث: هم الذين يُصلُّون بيْن المغرب والعشاء. الرابع: هم الذين يُصلُّون الضُّحى. الخامس: هو الراجع من ذَنبه، التّائب منه.
وزاد ابنُ عطية (٥/ ٤٦٤) على هذه الأقوال قولًا عن فرقة: أنهم المصلحون. ثم جمع (٥/ ٤٦٥) بيْن هذه الأقوال بقوله: «وحقيقة اللفظة أنه مِن آبَ يَؤُوبُ: إذا رَجَع، وهؤلاء كلهم لهم رجوع إلى طاعة الله -تبارك وتعالى-، ولكنها لفظة لزم عرفها أهل الصلاح».
ورجَّح ابنُ جرير (١٤/ ٥٦٢) مستندًا إلى لغة العرب القول الخامس، وهو قول ابن عباس من طريق عطية وما في معناه، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن الأوّاب إنما هو فعّال، مِن قول القائل: آبَ فلانٌ مِن كذا، إمّا مِن سَفَره إلى منزله، أو من حالٍ إلى حالٍ».
ووافقه ابنُ كثير (٨/ ٤٧٣)، وعلَّل ذلك باللغة، والنظائر، فقال: «لأن الأوّاب مشتقٌّ من الأوب، وهو: الرجوع، يقال: آب فلان: إذا رجع، قال الله تعالى: {إنَّ إلَيْنا إيابَهُمْ} [الغاشية: ٢٥]، وفي الحديث الصحيح: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رجع من سفر قال: «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون»».

<<  <  ج: ص:  >  >>