للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السائح (١) [٣٠٦٥] [٣٠٦٦]. (٧/ ٥٤٨)

{الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ}

٣٣٧٣٧ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: {الراكعون}، يعني: في الصلوات (٢). (ز)

٣٣٧٣٨ - عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- في قوله: {الراكعون الساجدون}، قال: في الصلوات المفروضات (٣). (٧/ ٥٤٤)

٣٣٧٣٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {الساجدون}، قال: ذُكِر لنا: أنّ أقرب ما يكون العبدُ إلى الله في سجوده (٤). (ز)

٣٣٧٤٠ - قال مقاتل بن سليمان: {الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ} في الصلاة المكتوبة (٥). (ز)


[٣٠٦٥] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٤١٩) أنّ هناك من قال بأنّ السائحين: هم الجائلون بأفكارهم في قدرة الله ومَلَكوته. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا قول حسن، وهي مِن أفضل العبادات، ومنه قول معاذ بن جبل - رضي الله عنهما -: اقعد بنا نؤمن ساعة».
[٣٠٦٦] اختُلِف في تفسير قوله: {السائحون} على أقوال: الأول: الصيام. والثاني: طلب العلم. والثالث: دوام الطاعة، والرابع: الجهاد.
ورجَّح ابنُ القيم (٢/ ٢٤) مستندًا إلى القرآن، ودلالة العقل، وجمع بين الأقوال بقوله: «والتحقيق فيها أنها: سياحة القلب في ذكر الله ومحبته والإنابة إليه والشوق إلى لقائه. ويترتب عليها كل ما ذكر من الأفعال؛ ولذلك وصف الله سبحانه نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - اللاتي لو طلَّق أزواجه بدلّه بهن بأنهنَّ سائحات، وليست سياحتهن جهادًا، ولا سفرًا في طلب علم، ولا إدامة صيام، وإنما هي سياحة قلوبهن في محبة الله تعالى، وخشيته والإنابة إليه وذكره، وتأمَّل كيف جعل الله سبحانه التوبة والعبادة قرينتين: هذه ترك ما يكره، وهذه فعل ما يحب. والحمد والسياحة قرينتين: هذا الثناء عليه بأوصاف كماله، وسياحة اللسان في أفضل ذكره، وهذه سياحة القلب في حبه وذكره وإجلاله، كما جعل سبحانه العبادة والسياحة قرينتين في صفة الأزواج: فهذه عبادة البدن، وهذه عبادة القلب».

<<  <  ج: ص:  >  >>