وقد رجّح ابنُ جرير (١٩/ ٤٢٨) مستندًا إلى اللغة والدلالة العقلية القول الثاني، وانتقد القول الأول، فقال: «وهذا القول الثاني أولى القولين بتأويل الآية، وذلك أن الرسالة لا يقال لها: جند، إلا أن يكون أراد مجاهد بذلك: الرسل، فيكون وجهًا، وإن كان أيضًا مِن المفهوم بظاهر الآية بعيدًا، وذلك أنّ الرسل من بني آدم لا ينزلون من السماء، والخبر في ظاهر هذه الآية عن أنه لم ينزل من السماء بعد مهلك هذا المؤمن على قومه جندًا، وذلك بالملائكة أشبه منه ببني آدم». وذكر ابنُ عطية (٧/ ٢٤٤) في «ما» من قوله: {وما كنا منزلين} قولين: الأول: أنها نافية، وعلّق عليه بقوله: «وهذا يجري مع التأويل الثاني في قوله: {ما أنْزَلْنا مِن جُنْدٍ}». والثاني: أنها عطف على {جند}، والمعنى: «من جند ومن الذي كنا منزلين على الأمم مثلهم قبل ذلك».