للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨)}

٦٤٥٤٣ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق بعض أصحاب ابن إسحاق- قال: غضب الله له -يعني: لهذا المؤمن- لاستضعافهم إيّاه غضبةً لم يُبق مِن القوم شيئًا، فعجّل لهم النقمة بما استحلُّوا منه، وقال: {وما أنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وما كُنّا مُنْزِلِينَ}، يقول: ما كابدناهم بالجموع، أي: الأمر أيسر علينا مِن ذلك (١). (١٢/ ٣٤٠)

٦٤٥٤٤ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال الله: {وما أنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ}: رسالة (٢). (ز)

٦٤٥٤٥ - عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: {وما أنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ} الآية، قال: ما استعنتُ عليهم جندًا مِن السماء ولا مِن الأرض (٣). (١٢/ ٣٤٠)

٦٤٥٤٦ - عن الحسن: {وما كُنّا مُنْزِلِينَ}، والجند: الملائكة الذين يجيئون بالوحي إلى الأنبياء، فانقطع عنهم الوحي، واستوجبوا العذاب، فجاءهم العذاب (٤). (ز)

٦٤٥٤٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {وما أنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وما كُنّا مُنْزِلِينَ} قال: فلا، واللهِ، ما عاتب اللهُ قومَه بعد قتله، {إنْ كانَتْ إلّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإذا هُمْ خامِدُونَ} (٥). (ز)

٦٤٥٤٨ - قال مقاتل بن سليمان: يقول الله - عز وجل -: {وما أنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ} يعني: مِن بعد قتْل حبيب النجار {مِن جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وما كُنّا مُنْزِلِينَ} الملائكة (٦) [٥٤٢٠]. (ز)


[٥٤٢٠] اختلف السلف فيما عنى الله بالجند على قولين: الأول: أنها الرسالة. وهو قول مجاهد. الثاني: أن معنى ذلك: أن الله لم يبعث لهم جنودًا يقاتلهم بها، ولكنه أهلكهم بصيحة واحدة.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٩/ ٤٢٨) مستندًا إلى اللغة والدلالة العقلية القول الثاني، وانتقد القول الأول، فقال: «وهذا القول الثاني أولى القولين بتأويل الآية، وذلك أن الرسالة لا يقال لها: جند، إلا أن يكون أراد مجاهد بذلك: الرسل، فيكون وجهًا، وإن كان أيضًا مِن المفهوم بظاهر الآية بعيدًا، وذلك أنّ الرسل من بني آدم لا ينزلون من السماء، والخبر في ظاهر هذه الآية عن أنه لم ينزل من السماء بعد مهلك هذا المؤمن على قومه جندًا، وذلك بالملائكة أشبه منه ببني آدم».
وذكر ابنُ عطية (٧/ ٢٤٤) في «ما» من قوله: {وما كنا منزلين} قولين: الأول: أنها نافية، وعلّق عليه بقوله: «وهذا يجري مع التأويل الثاني في قوله: {ما أنْزَلْنا مِن جُنْدٍ}». والثاني: أنها عطف على {جند}، والمعنى: «من جند ومن الذي كنا منزلين على الأمم مثلهم قبل ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>