للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤٥٣٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: فلم يزالوا يرجموه حتى قتلوه، فدخل الجنة، فقال: { ... يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لِي رَبِّي} حتى بلغ: {إنْ كانَتْ إلّا صَيْحَةً واحِدَةً}. قال: فما نُوظِرُوا بعد قتلهم إيّاه حتى أخذتهم صيحة واحدة، فإذا هم خامدون (١). (١٢/ ٣٣٨)

٦٤٥٤٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ} فلما دخلها {قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}. قال: فلا تلقى المؤمنَ إلا ناصحًا، ولا تلقاه غاشًّا، فلما عاين مِن كرامة الله قال: {يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ}. تمنى على الله أن يعلم قومُه ما عايَن مِن كرامة الله، وما هم عليه (٢). (ز)

٦٤٥٤١ - قال مقاتل بن سليمان: {قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ} فلمّا ذهبت روحُ حبيبٍ إلى الجنة، ودخلها، وعاين ما فيها مِن النعيم؛ تَمَنّى فـ {قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} بني إسرائيل {بِما} بأي شيء {غَفَرَ لِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ} باتباعي المرسلين، فلو علموا لآمنوا بالرسل. فنصح لهم في حياته، وبعد موته (٣). (ز)

٦٤٥٤٢ - قال يحيى بن سلّام: {قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ}، فنصحهم حيًّا وميتًا (٤) [٥٤١٩]. (ز)


[٥٤١٩] ذكر ابنُ عطية (٧/ ٢٤٣) في قوله: {يا ليت قومي يعلمون} احتمالين، فقال: "فلما تحصل له ذلك تمنى أن يعلم قومه بذلك، فقيل: أراد بذلك الإشفاق والنصح لهم، أي: لو علموا بذلك لآمنوا بالله تعالى. وقيل: أراد أن يعلموا ذلك، فيندموا على فعلهم به، ويحزنهم ذلك، وهذا موجود في جبلة البشر إذا نال خيرًا في بلد غربة ودَّ أن يعلم ذلك جيرانه وأترابه الذين نشأ فيهم، ولا سيما في الكرامات، ونحو من ذلك قول الشاعر:
والعز مطلوب وملتمس ... وأحبه ما نيل في الوطن".
ثم رجح مستندًا إلى الدلالة العقلية الاحتمال الأول بقوله: «والتأويل الأول أشبه بهذا العبد الصالح، وفي ذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نصح قومه حيًّا وميتًا»، وقال قتادة بن دعامة: نصحهم على حالة الغضب والرضى، وكذلك لا تجد المؤمن إلا ناصحًا للناس».

<<  <  ج: ص:  >  >>