للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١١]. قال: هذا عهده الذي عهده لهم (١) [١٩٩]. (ز)

{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠)}

١٥٤٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: {وإياي فارهبون}، أي: أنْ أُنزِل بكم ما أنزَلْتُ بمَن كان قبلكم من آبائكم، من النِّقْمات التي عرفتم؛ من المَسْخِ وغيره (٢). (١/ ٣٣٨)

١٥٤٤ - عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: {وإياي فارهبون}، قال: فاخْشَوْنِ (٣). (١/ ٣٤٠)

١٥٤٥ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {وإياي فارهبون}، يقول: وإياي فاخْشَوْنِ (٤) [٢٠٠]. (ز)


[١٩٩] رجَّح ابنُ جرير (١/ ٥٩٦ - ٥٩٨) مُستدلًا بالقرآنِ أنّ المراد بعهد الله هنا: عهدُ الله ووصيته التي أخذ على بني إسرائيل في التوراة أن يبيِّنوا للناس أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه رسولٌ، وأنهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة أنه نبيّ الله، وأن يؤمنوا به وبما جاء به من عند الله. قال: «وعهدُه إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة، كما قال -جَلَّ ثناؤه-: {ولَقَدْ أخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إسْرائِيلَ وبَعَثْنا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وقالَ اللَّهُ إنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أقَمْتُمُ الصَّلاةَ وآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وآمَنتُمْ بِرُسُلِي وعَزَّرْتُمُوهُمْ وأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ولأُدْخِلَنَّكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ} [المائدة: ١٢]».
وأثبت ابنُ عطية (١/ ١٩٤ - ١٩٥) الخلافَ دون ترجيح.
[٢٠٠] جَمَع ابنُ جرير (١/ ٥٩٨ - ٥٩٩) بين قول ابن عباس، وأبي العالية، والسدي، فقال: «وتأويل قوله: {وإيّايَ فارْهَبُونِ}: وإيّايَ فاخْشَوْا واتَّقُوا، أيُّها المُضَيِّعون عهدي من بني إسرائيل، والمُكَذِّبون رسولي الذي أخذت ميثاقكم فيما أنزَلْتُ مِن الكُتُبِ على أنبِيائِي أنْ تُؤْمِنُوا به وتتَّبعوه أنْ أُحِلَّ بكم من عقوبتي، إن لم تُنِيبُوا وتَتُوبُوا إلَيَّ بِاتِّباعه والإقرار بما أنزلت إليه ما أحْلَلْتُ بِمَن خالف أمري وكذَّب رُسُلِي من أسلافكم».

<<  <  ج: ص:  >  >>