للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: النملة مِن الطير (١). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٥٦٩٨٥ - عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت عند عمر بن الخطاب، فدخل علينا كعب الحبر، فقال: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك بأغربِ شيء قرأتُ في كتب الأنبياء! إنّ هامَةً (٢) جاءت إلى سليمان، فقالت: السلام عليك، يا نبي الله. فقال: وعليك السلام، يا هامُ، أخبريني كيف لا تأكلين الزرعَ؟ فقالت: يا نبي الله، لأنّ آدم عصى ربَّه في سببه، لذلك لا آكله. قال: فكيف لا تشربين الماء؟ قالت: يا نبي الله، لأنّ الله أغرق بالماء قوم نوح، من أجل ذلك تركت شربها. قال: فكيف تركت العمران وأسكنت الخراب؟ قالت: لأنّ الخراب ميراث الله، وأنا أسكن في ميراث الله. وقد ذكر الله ذلك في كتابه فقال: {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} إلى قوله: {وكنا نحن الوارثين} [القصص: ٥٨] (٣). (١١/ ٣٤٠)

٥٦٩٨٦ - عن أبي الصديق الناجي -من طريق زيد العمي- قال: خرج سليمان بن داود يستسقي بالناس، فمَرَّ على نملة مُسْتَلْقِيَة على قفاها، رافعة قوائمها إلى السماء، وهي تقول: اللهم، إنّا خَلْقٌ مِن خَلْقِك، ليس بنا غِنًى عن رزقك، فإمّا أن تسقينا، وإما أن تهلكنا. فقال سليمان للناس: ارجعوا، فقد سُقِيتم بدعوة غيركم (٤). (١١/ ٣٤١)

٥٦٩٨٧ - قال مقاتل: كان سليمان - عليه السلام - جالِسًا، إذ مرَّ به طائر يُصَوِّت، فقال لجُلسائه: هل تدرون ما يقول الطائر الذي مرَّ بنا؟ قالوا: أنت أعلم. فقال سليمان: إنّه قال لي: السلام عليك، أيها الملِك المسلط على بني إسرائيل، أعطاك اللهُ? الكرامةَ، وأظهرك على عدوك، إنِّي مُنطلِق إلى فروخي، ثم أمر بك الثانية. وإنّه سيرجع إلينا الثانية، فانظروا إلى رجوعه. قال: فنظر القوم طويلًا، إذ مرَّ بهم، فقال: السلام عليك، أيها الملك، إن شئت أن تأذن لي كيما أُحْسِب فروخي (٥) حتى


(١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٧٩، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٥٥.
(٢) الهامة: اسم طائر من طَيْر اللَّيل. وقيل: هِيَ البُومَة. النهاية (هوم).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٩٦ - ٢٩٩٧.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٣١٢، ١٣/ ٢٠٧، وأحمد في الزهد ص ٨٧، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٥٨.
(٥) أُحْسِب فروخي: أطعمهم وأسقيهم، وأحسَبَ الرجلَ وحسَّبه: أطعمه وسقاه حتى يشبع. ينظر: لسان العرب (حسب).

<<  <  ج: ص:  >  >>