للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حساب}، لا يقدر على ذلك غيرُك، ولا يصنعه إلا أنت، أي: وإن كنت سلَّطت عيسى - عليه السلام - على الأشياء التي بها يزعمون أنّه إله -مِن إحياء الموتى، وإبْراء الأسْقام، وخلقِ الطَّير من الطِّين، والخبرِ عن الغيوب، لِأجعَله به آيةً للناس، وتصديقًا له في نُبُوَّتِه التي بعثتُه بها إلى قومه- فإنّ مِن سلطاني وقدرتي ما لم أُعْطِه: تمليكَ الملوك بأمر النبوة، ووضعَها حيث شئتُ، وإيلاجَ الليل في النهار، وإيلاجَ النهار في الليل، وإخراجَ الحيِّ من الميِّت، وإخراجَ الميِّت من الحيِّ، ورَزْقَ مَن شِئتُ مِن بَرٍّ وفاجر بغير حساب، وكلُّ ذلك لم أُسَلِّط عيسى عليه، ولم أُمَلِّكْه إيّاه، أفلم يكن لهم في ذلك عبرةٌ وبينةٌ؛ أن لو كان إلهًا كان ذلك كله إليه، وهو في علمهم يهرب مِن الملوك، وينتقِلُ منهم في البلاد مِن بلد إلى بلد؟! (١). (٣/ ٥٠٤)

١٢٤٧٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق إبراهيم بن سعد، وزياد واللفظ له-، مثله (٢). (ز)

{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨)}

[نزول الآية]

١٢٤٧٩ - عن عبد الله بن عباس، قال: كان الحجّاجُ بن عمرو حليفُ كعب بن الأشرف، وابن أبي الحُقَيق، وقيسُ بن زيد قد بَطَنُوا (٣) بنَفَرٍ من الأنصار ليَفْتِنُوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر، وعبد الله بن جبير، وسعد بن خيثمة لأولئك النَّفَر: اجتنبوا هؤلاء النَّفَر من يهود، واحذروا مُباطَنَتَهم؛ لا يَفْتِنُوكم عن دينِكم. فأبى أولئك النَّفَرُ؛ فأنزل الله فيهم: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين} إلى قوله: {والله على كلّ شيء قدير} (٤). (٣/ ٥٠٥)

١٢٤٨٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي عن أبي صالح- قال: نزلت في


(١) أخرجه ابن جرير ٥/ ٣١٤ - ٣١٥.
(٢) أخرجه ابن المنذر ١/ ١٦٣ - ١٦٤.
(٣) بطن فلان بفلان: إذا كان خاصًا به داخلًا في أمره. ينظر: النهاية (بطن).
(٤) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٥٧٥، وابن جرير ٥/ ٣١٦، وابن أبي حاتم ٢/ ٦٢٩ (٣٣٧٧) من طريق محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
قال ابن حجر عن هذا الإسناد في العُجاب ١/ ٣٥١: «سند جيد». وحسّنه السيوطي أيضًا في الإتقان ٢/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>