[١٤٥١] رَجَّح ابنُ عطية (٢/ ٤٠١) هذا القولَ الذي قال به مجاهد وابن إسحاق مستندًا إلى تأويل أهل التأويل، فقال بعد ذكره لهذا القول: «فالإشارة بـ {ذلك} إلى هذا المعتقد الذي لهم، جعل الله ذلك حسرةً؛ لأنّ الذي يتيَقَنَّ أنّ كلَّ موتٍ وقتل فبأجلٍ سابق يجد بردَ اليأس والتسليم لله تعالى على قلبه، والذي يعتقد أنّ حميمه لو قعد في بيته لم يمت يتحسَّرُ ويتلهف، وعلى هذا التأويل مشى المتأولون، وهو أظهر ما في الآية». ثم ذكر بعد ذلك قولَ مَن قال: الإشارة بـ {ذلك} إلى انتهاء المؤمنين ومخالفتهم الكافرين في هذا المعتقد، فيكون خلافهم لهم حسرة في قلوبهم. وقولَ مَن قال: الإشارة بذلك إلى نفس نهي الله تعالى عن الكون مثل الكافرين في هذا المعتقد؛ لأنّهم إذا رأوا أنّ الله تعالى قد وسمهم بمعتقدٍ وأمر بخلافهم كان ذلك حسرةً في قلوبهم. ثُمَّ أفاد (٢/ ٤٠١) احتمال الآية للقولين، فقال: «ويحتمل عندي أن تكون الإشارة إلى النهي والانتهاء معًا».