للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض} وهي التجارة (١). (٤/ ٨٥)

١٥١٧٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق ابن ثور- {ما ماتوا وما قتلوا}، قال: فَتَرادَّ (٢) على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلثمائة وبضعة عشر (٣). (ز)

١٥١٨٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ وعَظَ اللهُ المؤمنين ألّا يَشُكُّوا كشَكِّ المنافقين، فقال سبحانه: {ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا} في القول {كالذين كفروا} يعني: المنافقين، {وقالوا لإخوانهم} يعني: عبدالله بن أُبَيٍّ. وذلك أنّه قال يوم أحد لعبد الله بن رباب الأنصاري وأصحابه: {إذا ضربوا} يعني: ساروا {في الأرض} تُجّارًا {أو كانوا غزى} جمع غازٍ {لو كانوا عندنا ما ماتوا} يعني: التجار {وما قتلوا} يعني: الغزاة. قال عبد الله بن أُبَيٍّ ذلك حين انهزم المؤمنون وقُتِلوا (٤). (ز)

١٥١٨١ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم} الآية، أي: لا تكونوا كالمنافقين الذي يَنْهَوْن إخوانَهم عن الجهاد في سبيل الله والضربِ في الأرض في طاعة الله وطاعة رسوله، ويقولون إذا ماتوا أو قُتِلوا: لو أطاعونا ما ماتوا وما قُتِلوا (٥) [١٤٥٠]. (ز)

{لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦)}

١٥١٨٢ - عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجيح- في قوله: {ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم}، قال: يُحزِنُهم قولُهم، لا ينفعهم شيئًا (٦) [١٤٥١]. (٤/ ٨٥)


[١٤٥٠] اختلف المفسرن في الضرب في الأرض؛ بين مَن جعله السير في التجارة، ومَن جعله السير في جميع الطاعات. وجمع ابنُ عطية (٢/ ٤٠٠) بين القولين، فقال: «والضربُ في الأرض يعُمُّ القولين».
[١٤٥١] رَجَّح ابنُ عطية (٢/ ٤٠١) هذا القولَ الذي قال به مجاهد وابن إسحاق مستندًا إلى تأويل أهل التأويل، فقال بعد ذكره لهذا القول: «فالإشارة بـ {ذلك} إلى هذا المعتقد الذي لهم، جعل الله ذلك حسرةً؛ لأنّ الذي يتيَقَنَّ أنّ كلَّ موتٍ وقتل فبأجلٍ سابق يجد بردَ اليأس والتسليم لله تعالى على قلبه، والذي يعتقد أنّ حميمه لو قعد في بيته لم يمت يتحسَّرُ ويتلهف، وعلى هذا التأويل مشى المتأولون، وهو أظهر ما في الآية». ثم ذكر بعد ذلك قولَ مَن قال: الإشارة بـ {ذلك} إلى انتهاء المؤمنين ومخالفتهم الكافرين في هذا المعتقد، فيكون خلافهم لهم حسرة في قلوبهم. وقولَ مَن قال: الإشارة بذلك إلى نفس نهي الله تعالى عن الكون مثل الكافرين في هذا المعتقد؛ لأنّهم إذا رأوا أنّ الله تعالى قد وسمهم بمعتقدٍ وأمر بخلافهم كان ذلك حسرةً في قلوبهم. ثُمَّ أفاد (٢/ ٤٠١) احتمال الآية للقولين، فقال: «ويحتمل عندي أن تكون الإشارة إلى النهي والانتهاء معًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>