للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى الأرض، فرأى الجبال تَدِبُّ كدبيب النمل، ثم رفع لهن اللحم، ثم نظر، فرأى الأرض يحيط بها بحر، كأنها فَلَكةٌ (١) في ماء، ثم رفع طويلًا، فوقع في ظلمة، فلم ير ما فوقه ولم ير ما تحته، ففزع، فألقى اللحم، فاتَّبعْتَه مُنقَضّات؛ فلما نظرت الجبال إليهن -وقد أقبلن مُنقضّات- وسمعن حَفِيفهن؛ فَزِعَت الجبال، وكادت أن تزول من أمكنتها، ولم يفعلن، وذلك قول الله تعالى: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} [إبراهيم: ٤٦]. وهي في قراءة ابن مسعود: (وإن كادَ مَكْرُهُمْ). فكان طَيْرُورَتُهن به من بيت المقدس، ووقوعُهن به في جبل الدخان، فلما رأى أنه لا يُطيق شيئًا أخذ في بُنيان الصرح، فبنى حتى إذا أسنده إلى السماء ارتقى فوقه ينظر -يزعم- إلى إله إبراهيم، فأحدث، ولم يكن يُحدث، وأخذ الله بُنيانه من القواعد {فخر عليهم السقف من فوقهم، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}، يقول: مِن مأمنهم. وأخذهم من أساس الصرح، فتَنَقَّضَ بهم يسقط، فتبلبلت ألسن الناس يومئذ من الفزع، فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانًا، فلذلك سميت: بابل، وإنما كان لسان الناس من قبل ذلك بالسُّريانية (٢). (ز)

٤١٠٨٩ - قال مقاتل بن سليمان: {وأتاهم} يعني: وجاءهم {العذاب من حيث لا يشعرون} من بعد ذلك، وبعد ما اتخذ النسور، وهي الصيحة من جبريل - عليه السلام - (٣). (ز)

{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ}

٤١٠٩٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع إلى الخرّاصين في التقديم، فقال سبحانه: {ثم يوم القيامة يخزيهم}، يعني: يعذبهم. كقوله سبحانه: {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [التحريم: ٨]، يعني: لا يعذب الله النبيَّ والمؤمنين (٤). (ز)

٤١٠٩١ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ثم يوم القيامة يخزيهم} في النار، بعد عذاب الدنيا (٥). (ز)


(١) الفلك: قطع من الأرض تستدير وترتفع عما حولها، الواحدة فَلَكة -بفتح اللام، وقيل: بسكونها-. لسان العرب (فلك).
(٢) أخرجه ابن جرير ١٤/ ٢٠٢.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٦٥ - ٤٦٦.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٦٦.
(٥) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>