وقد ذكر ابنُ جرير (١٧/ ٤٨٧ بتصرف) هذه الأقوال، ثم علّق بقوله: "والخلفة: مصدر، والعرب تقول: خلف هذا من كذا خلفة، وذلك إذا جاء شيءٌ مكان شيء ذهب قبله، كما قال الشاعر: ولها بالماطرون إذا أكل النمل الذي جمعا خِلْفةٌ حتى إذا ارتبعت سكنت من جلَّق بِيَعا وكما قال زهير: بها العين والآرام يمشين خِلْفة وأطْلاؤُها ينهضن من كل مَجْثَمِ يعني بقوله: يمشين خلفة: تذهب منها طائفة، وتخلف مكانها طائفة أخرى. وقد يحتمل أنّ زهيرًا أراد بقوله: خلفة: مختلفات الألوان، وأنها ضروب في ألوانها وهيئاتها. ويحتمل أن يكون أراد أنها تذهب في مشيها كذا، وتجيء كذا". ورجّح ابنُ عطية (٤/ ٢١٧ ط: دار الكتب العلمية) القول الثاني، ولم يذكر مستندًا.