٧٨٩٢٦ - عن عبد الله بن عباس، رفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:«إنّ الله يدعو نوحًا وقومه يوم القيامة أول الناس، فيقول: ماذا أجبتم نوحًا؟ فيقولون: ما دعانا، وما بلّغنا، ولا نَصَحنا، ولا أمرنا، ولا نَهانا. فيقول نوح: دَعَوتُهم -يا ربّ- دعاء فاشيًا في الأوّلين والآخرين أُمّة بعد أُمّة، حتى انتهى إلى خاتم النّبيّين أحمد، فانتَسخَه، وقرأه، وآمَن به، وصدّقه. فيقول للملائكة: ادعوا أحمدَ وأُمّته. فيأتي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأُمّتُه يَسعى نورهم بين أيديهم، فيقول نوح لمحمد وأُمّته: هل تَعلمون أني بلّغتُ قومي الرسالة، واجتهدتُ لهم بالنّصيحة، وجَهدتُ أن أستَنقِذهم مِن النار سِرًّا وجِهارًا، فلم يَزدهم دعائي إلا فِرارًا؟ فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأُمّته: فإنّا نَشهد بما نَشَدْتَنا أنّك في جميع ما قلتَ مِن الصادقين. فيقول قوم نوح: وأنّى علِمْتَ هذا أنت وأُمّتك، ونحن أول الأمم، وأنتم آخر الأمم؟! فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بسم الله الرحمن الرحيم {إنّا أرْسَلْنا نُوحًا إلى قَوْمِهِ}» حتى خَتَم السورة. فإذا خَتمَها قالت أُمّته: نَشهد: {إنَّ هَذا لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ وما مِن إلَهٍ إلّا اللَّهُ وإنَّ اللَّهَ لَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}[آل عمران: ٦٢]. فيقول الله عند ذلك:{وامْتازُوا اليَوْمَ أيُّها المُجْرِمُونَ}[يس: ٥٩](٢). (١٤/ ٧٤)
٧٨٩٢٧ - قال مقاتل بن سليمان:{إنّا أرْسَلْنا نُوحًا إلى قَوْمِهِ} ونوح بالسّريانيّة: الساكن الذي سَكنتْ إليه الأرض، وهو نوح بن لَمَك - صلى الله عليه وسلم - {أنْ أنْذِرْ قَوْمَكَ} العذاب
[٦٨١٢] ذكر ابنُ عطية (٨/ ٤١٥) أنّ السورة مكية بإجماع من المتأولين.