للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حُدِّث عنها أنّه حق (١) [٢٠٩٨]. (ز)

{فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ}

٢٢٧٥٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {فاحكم بينهم بما أنزل الله}، قال: بحدود الله (٢). (٥/ ٣٤٢)

٢٢٧٥٧ - عن مسروق بن الأجدع الهمداني -من طريق عامر- أنّه كان يُحَلّف اليهودي والنصراني بالله، ثم قرأ: {وأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: ٤٩]، وأنزل الله ألّا تشركوا به شيئًا (٣). (٥/ ٣٤٤)

٢٢٧٥٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {فاحكم بينهم بما أنزل


[٢٠٩٨] علَّقَ ابنُ كثير (٥/ ٢٤٦) على تلك الأقوال -عدا قول مجاهد، وما أشبهه- بقوله: «هذه الأقوال كلها متقاربة المعنى؛ فإنّ اسم» المهيمن «يتضمن هذا كله، فهو أمين، وشاهد، وحاكم على كل كتاب قبله، جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب، وخاتمها، وأشملها، وأعظمها، وأكملها، حيث جمع فيه محاسن ما قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره؛ فلهذا جعله شاهدًا، وأمينًا، وحاكمًا عليها كلها، وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة، فقال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: ٩]».
وبنحوه قال ابنُ جرير (٨/ ٤٨٦).
وقال ابنُ عطية (٣/ ١٨٢ - ١٨٣): «لفظة» المهيمن «أخصُّ من هذه الألفاظ؛ لأنّ المهيمن على الشيء: هو المعنيُّ بأمره، الشاهد على حقائقه، الحافظ لحاصله، فلا يُدخِل فيه ما ليس منه. والله تبارك وتعالى هو المهيمن على مخلوقاته وعباده، والوصيُّ مهيمن على محجوريه وأموالهم، والرئيس مهيمن على رعيته وأحوالهم، والقرآن جعله مهيمنًا على الكتب يشهد بما فيها من الحقائق، وعلى ما نسبه المحرفون إليها، فيصحح الحقائق، ويبطل التحريف، وهذا هو شاهد، ومصدق، ومؤتمن، وأمين».

<<  <  ج: ص:  >  >>