١٩٨٢٣ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في الآية، قال: لَمّا بُعِث النبي - صلى الله عليه وسلم - وظهر ونبع الإيمان نبع النفاق معه، فأتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجالٌ، فقالوا: يا رسول الله، لولا أنّا نخاف هؤلاء القوم يعذبون ويفعلون ويفعلون لأسلمنا، ولكنا نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فكانوا يقولون ذلك له، فلما كان يوم بدر قام المشركون، فقالوا: لا يتخلف عنا أحد إلا هدمنا داره، واستبحنا ماله. فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول للنبي - صلى الله عليه وسلم - معهم، فقُتِلت طائفة منهم، وأُسِرت طائفة. قال: فأما الذين قُتِلوا فهم الذين قال الله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآية كلها. {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} وتتركوا هؤلاء الذين يستضعفونكم؟ {فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا}. قال: ثم عذر الله أهل الصدق، فقال:{إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا} يتوجهون له، لو خرجوا لهلكوا. قال:{فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم} إقامتهم بين ظهري المشركين. وقال الذين أُسروا: يا رسول الله، إنّك تعلم أنّا كُنّا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأنّ هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفًا. فقال الله:{يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسارى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم}[الأنفال: ٧٠] صنيعكم الذي صنعتم؛ خروجكم مع المشركين على النبي - صلى الله عليه وسلم -، {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل}: خرجوا مع المشركين؛ {فأمكن منهم}[الأنفال: ٧١](١). (٤/ ٦٣٩ - ٦٤٠)
١٩٨٢٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال:{إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} إلى قوله: {وساءت مصيرا}. قال: كانوا قومًا من المسلمين بمكة، فخرجوا مع قوم من المشركين في قتال، فقُتِلوا معهم؛ فنزلت هذه الآية:{إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان}. فعذر الله أهل العذر منهم، وهلك