وقد جمع ابنُ جرير (١٧/ ٤٨٩) بين هذه الأقوال بقوله: «يقول -تعالى ذِكْرُه-: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} بالحلم والسكينة والوقار، غير مستكبرين، ولا متجبرين، ولا ساعين فيها بالفساد ومعاصي الله». وقال ابنُ عطية (٦/ ٤٥٤): «وذهبت فرقة إلى أن {هَوْنًا} مرتبط بقوله: {يَمْشُونَ عَلى الأَرْضِ}، أي: المشي هو هون، ويشبه أن يتأول هذا على أن تكون أخلاق ذلك الماشي هَوْنًا مناسبة لمشيه؛ فيرجع القول إلى نحو ما بيّناه. وأما أن يكون المراد صفة المشي وحده فباطل؛ لأنه رب ماش هَوْنًا رويدًا وهو ذئيب أطلس. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكفأ في مشيه كأنما يمشي في صبَبَ، وهو - عليه السلام - الصدر في هذه الآية».