للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٢٥٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وما جعل عليكم في الدين} يعني: في الإسلام {من حرج} يعني: مِن ضِيق، ولكن جعله واسعًا، هو {ملة أبيكم إبراهيم} (١). (ز)

٥١٢٥٥ - عن مقاتل بن حيان، في قوله: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}، يقول: لم يُضَيِّق الدين عليكم، ولكن جعله واسعًا لِمَن دخله، وذلك أنّه ليس مِمّا فرض عليهم فيه إلا ساق إليهم عند الاضطرار رخصة، والرُّخْصَة في الدين فيما وُسِّع عليهم رحمة منه؛ إذ فرض عليهم الصلاة في المُقام أربع ركعات، وجعلها في السفر ركعتين، وعند الخوف من العدو ركعة، ثم جعل في وجهه رخصة أن يومئ إيماء إن لم يستطع السجودَ في أيِّ نحو كان وجهُه؛ من تجاوز عن النسيان منه والخطأ، وجعل في الوضوء والغسل رخصة إذا لم يجد الماءَ أن يتيمَّموا الصعيد، وجعل الصيام على المقيم واجبًا، ورخَّص فيه للمريض والمسافر عِدَّةً مِن أيام أُخَر، فمَن لم يُطِق فإطعام مسكين مكان كل يوم، وجعل في الحج رُخْصَة إن لم يجد زادًا أو حُمْلانًا أو حُبِس دونه، وجعل في الجهاد رخصة إن لم يجد حملانًا أو نفقة، وجعل عند الجهد والاضطرار مِن الجوع أن رَخَّص في الميتة والدم ولحم الخنزير قَدْر ما يَرُدُّ نفسه؛ أن لا يموت جوعًا، في أشباه هذا في القرآن، وسعةُ الله على هذه الأمة رخصة منه ساقها إليهم (٢). (١٠/ ٥٥٠)

٥١٢٥٦ - قال يحيى بن سلّام: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}: مِن ضيق. عن سعيد بن المسيب أنّه سمع حذيفة بن اليمان يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لقد أعطاني ربِّي بأنِّي أولُ الأنبياء دخولًا الجنة، وطيَّب لي ولأُمَّتي الغنيمة، وأَحَلَّ لنا كثيرًا مِمّا شدَّد به على مَن قبلنا، ولم يجعل علينا في الدين مِن حَرَج» (٣). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٥١٢٥٧ - عن حذيفة بن اليمان، قال: غاب عنّا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فلم يخرج حتى ظننا أن لن يخرج، فلمّا خرج سجد سجدة، فظننا أن نفسه قد قُبِضَت، فلمّا رفع رأسه قال: «إنّ ربي استشارني في أُمَّتي ماذا أفعل بهم؟ فقلت: ما شئتَ، أيْ رَبِّ، هم خلقُك وعبادك. فاستشارني الثانية؟ فقلتُ له كذلك، فقال: لا أُخْزِيك في أُمَّتك، يا محمد. وبشَّرني أنّ أول من يدخل الجنة من أمتي معي سبعون ألفًا، مع كل


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ١٤٠.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه يحيى بن سلام ١/ ٣٩٠، والحديث المرفوع سيأتي بتمامه في الأثر التالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>