ورجَّحَ ابنُ جرير (١٧/ ١٩٧) القولَ الأولَ وهو قول الجمهور- استنادًا إلى إجماع أهل السِّيَر والأخبار، وقال مُعَلِّلًا: «ذلك أنّه لا خلاف بين أهل العلم بالسِّير أن الذي بدأ بذكر الإفك، وكان يجمع أهله ويحدثهم؛ عبد الله بن أُبي ابن سلول، وفِعْلُه ذلك على ما وصفتُ كان توليه كِبَر ذلك الأمر». ومالَ إليه ابنُ عطية (٦/ ٣٥٤)، حيث قال: «هو ظاهر الحديث». وكذلك ابنُ تيمية (٥/ ٥٩٥). ومثله أيضًا ابن كثير (١٠/ ١٩٠)، وانتَقَدَ القول الثانيَ لدلالة العقل والسنة، فقال: «هو قول غريب، ولولا أنه وقع في صحيح البخاري بما قد يدلّ على إيراد ذلك لما كان لإيراده كبير فائدة؛ فإنه من الصحابة الذين كان لهم فضائل ومناقب ومآثر، وأحسن محاسنه أنه كان يذبُّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشعره، وهو الذي قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هاجِهم وجبريل معك»».