للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٤٨٣ - قال مقاتل بن سليمان: {قالوا أولم ننهك عن العالمين} أن تُضِيف منهم أحدًا؛ لأنّ لوطًا كان يُحَذِّرهم؛ لِئَلّا يُؤْتَون في أدبارهم (١). (ز)

{قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٧١)}

٤٠٤٨٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين}، قال: أمَرهم لوطٌ بتزويج النساء، وأراد أن يَقِيَ أضيافَه ببناته (٢) [٣٦١٩]. (٨/ ٦٣٦)

٤٠٤٨٥ - قال مقاتل بن سليمان: فعَرَض عليهم ابنتيه مِن الحياء تزويجًا، واسم إحداهما: ريثا، والأخرى: زعوثا، فذلك قوله: {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين} لا بُدَّ فتَزَوَّجُوهُنَّ (٣). (ز)

٤٠٤٨٦ - عن عبد الله بن المبارك، في قوله: {قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين}، قال: يقول: إنْ أسْلَمْتُم زَوَّجْتُكم (٤). (ز)


[٣٦١٩] ذكر ابنُ عطية (٥/ ٣٠٧ بتصرف) في معنى قوله تعالى: {قالَ هَؤُلاءِ بَناتِي} ثلاثة أقوال: الأول: «أراد: نساء أُمَّته؛ لأن زوجات النبيين أمهات الأمم وهو أبوهم، فالنساء بناته في الحرمة، والمراد بالتزوج». ثم وجَّهه بقوله: «ويلزم من هذا التأويل أن يكون في شرعه جواز زواج الكافر للمؤمنة، وقد ورد أنّ المؤمنات به قليل جدًّا». الثاني: «إنّما أراد بنات صلبه، ودعا إلى التزويج أيضًا. قاله قتادة». ثم وجَّهه بقوله: «ويلزم هذا التأويل ما لزم المتقدِّم في ترتيبنا». الثالث: «يحتمل أن يريد: بنات صلبه، ويكون ذلك على طريق المجاز، وهو لا يحقق في إباحة بناته». ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا كما تقول لإنسان تراه يريد قَتْل آخر: اقتلني ولا تَقْتُله. فإنّما ذلك على جهة التشنيع عليه، والاستنزال من جهة ما، واستدعاء الحياء منه، وهذا كله من مبالغة القول الذي لا يدخله معنى الكذب، بل الغرض منه مفهوم، وعليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولَوْ كَمَفْحَص قَطاة». إلى غير هذا من الأمثلة».

<<  <  ج: ص:  >  >>