للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منكرٍ منه، اللهم، اهده كما هديتني، وأمِتْه على ما أمتّني عليه. ومات أحد الكافِريْن، فسُئل عن خليله، فقال: اللهم، لم أرَ خليلا آمَرَ بمنكرٍ منه، ولا أنهى عن معروف منه، اللهم، أضلّه كما أضللتني، وأمِتْه على ما أمتّني عليه. قال: ثم يُبعثون يوم القيامة، فقال: ليُثنِ بعضكم على بعض. فأما المؤمنان فأثنى كلُّ واحد منهما على صاحبه كأحسن الثناء، وأما الكافران فأثنى كلُّ واحد منهما على صاحبه كأقبح الثناء» (١). (١٣/ ٢٢٦)

٦٩٧٤١ - قال مقاتل بن سليمان: {الأَخِلّاءُ} في الدنيا {يَوْمَئِذٍ} في الآخرة {بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلّا المُتَّقِينَ} يعني: الموحِّدين (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٦٩٧٤٢ - عن أنس بن مالك، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي بن أبي طالب: «يا عليّ، استَكْثِر مِن المعارف مِن المؤمنين، فكم مِن معرفة في الدنيا بركة في الآخرة». فمضى عليٌّ -رضي الله تعالى عنه-، فأقام حينًا لا يلقى أحدًا إلا اتخذه للآخرة، ثم جاء مِن بعدُ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما فعلتَ فيما أمرتك؟». فقال: فعلتُ، يا رسول الله. فقال له - عليه السلام -: «قابِل أخبارهم». فأتى عليٌّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو منكّس رأسه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبتسم: «ما أحسب -يا علي- ثبت معك إلا أبناء الآخرة». فقال له علي: لا، والذي بعثك بالحق. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «{الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}. يا علي، أقْبِل على شأنك، واملك لسانك، واعقل مَن تعاشره من أهل زمانك؛ تكن سالمًا غانمًا» (٣). (ز)

٦٩٧٤٣ - عن مجاهد، قال: قال لي ابن عباس: يا مجاهد، أحبَّ في الله، وأبغِضْ في الله، ووالِ في الله، وعادِ في الله، فإنّما تنال ما عند الله بذلك، ولن يجد عبدٌ حلاوةَ الإيمان وإنْ كثر صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مؤاخاة الناس اليومَ أو عامّتهم في الدنيا، وذلك لا يجزئ عن أهله شيئًا. ثم قرأ: {الأخلاء يومئذ


(١) عزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٨٠١.
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٤/ ٢٢ - ٢٣، من طريق عبد المنعم بن إدريس، ثنا أبي، عن وهب بن منبه، عن طاووس، عن أنس به.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث طاووس، تفرّد به وهب، لم نكتبه إلا من هذا الوجه».
إسناده تالف؛ عبد المنعم بن إدريس تركه غير واحد، وقال الإمام أحمد: «كان يكذب على وهب بن منبّه». وقال البخاري: «ذاهب الحديث». وقال ابن حبان: «يضع الحديث على أبيه». كما في لسان الميزان لابن حجر ٥/ ٢٠٨، وأبوه إدريس بن سنان اليمانى قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٩٤): «ضعيف».

<<  <  ج: ص:  >  >>