ثم نقل ابنُ عطية عن فرقة: أن الضمير في: {وما يَشْعُرُونَ} و {أيّانَ يُبْعَثُونَ} للكفار، ونقل عن فرقة أخرى: أن الضمير في {وما يَشْعُرُونَ} للأصنام، و {أيّانَ يُبْعَثُونَ} أي: أيّان يُبعَث الكفار، وذكر احتمالًا آخر: «أن يكون الضميران للأصنام، [ويكون البعث الإثارة،] كما تقول: بعثت النائم من نومه. إذا نبهته، وكما تقول: بعث الراعي سهمه. فكأنه وصفهم بغاية الجمود، أي: وإن طلبتَ حركاتهم بالتحريك لم يشعروا بذلك». ثم وجَّه قول الفرقة الأولى بقوله: «وعلى تأويل من يرى الضميرين للكفار ينبغي أن يُعتَقد في الكلام الوعيد، أي: وما يشعر الكفار متى يُبعَثون إلى التعذيب، ولو اختصر هذا المعنى لم يكن في وصفهم بأنهم لا يشعرون وأيان يبعثون طائل؛ لأن الملائكة والأنبياء والصالحين كذلك هم في الجهل بوقت البعث».