ونقل ابنُ عطية (٨/ ٦٠٠ - ٦٠١) عن فرقة أنها قالت: أي: على علمٍ من هذا الضلال، فإنّ الحقّ هو الذي يُترك ويُعرض عنه. وعلَّق عليه بقوله: «فتكون الآية -على هذا التأويل- مِن آيات العناد؛ من نحو قوله: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} [النمل: ١٤]». ثم قال: «وعلى كلا التأويلين فقوله تعالى: {على علم} حال». وذكر ابنُ القيم (٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨) أنه على الأول يكون: {على علم} حال من الفاعل، والمعنى: أضله الله عالِمًا بأنه من أهل الضلال في سابق علمه، وعلى الثاني حال من المفعول، أي: أضلّه الله في حال عِلم الكافر بأنه ضال. وساق ابنُ كثير (١٢/ ٣٦٢) القولين، ثم علَّق بقوله: «والثاني يستلزم الأول، ولا ينعكس».