فأنزل الله:{للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن}، يعني: الذنوب (١). (٤/ ٣٧٥)
١٧٧٢٤ - عن معمر بن راشد، عن شيخ من أهل مكة، في قوله تعالى:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}، قال: كانت النساء يقُلْنَ: ليتنا كُنّا رجالًا؛ فنجاهد كما يجاهد الرجال، ونغزو في سبيل الله. فقال الله تعالى:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}(٢). (ز)
١٧٧٢٥ - قال مقاتل بن سليمان: لَمّا نزلت: {للذكر مثل حظ الأنثيين}؛ قالت النساء: لِمَ هذا؟ نحن أحقُّ أن يكون لنا سهمان ولهم سهم؛ لأنّا ضِعاف الكسب، والرجال أقوى على التجارة والطَّلَب والمعيشة منا، فإذا لم يفعل الله ذلك بنا فإنّا نرجو أن يكون الوِزْرُ على نحو ذلك علينا وعليهم. فأنزل الله -في قولهم: كُنّا نحن أحوج إلى سهمين- قوله سبحانه:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}. يقول: فضل الرجال على النساء في الميراث. ونزل في قولهن: نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك: {للرجال نصيب}(٣)[١٦٤٥]. (ز)
١٧٧٢٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}، يقول: لا يتمنى الرجلُ فيقول: ليت أنّ لي مال
[١٦٤٥] علَّق ابنُ عطية (٢/ ٥٣٥ بتصرف) على هذا المعنى، فقال: «سبب الآية: أنّ النساء قُلْنَ: ليتنا استوينا مع الرجال في الميراث، وشركناهم في الغزو. وروي أنّ أُمَّ سلمة قالت ذلك أو نحوه. وقال الرجال: ليت لنا في الآخرة حظًّا زائدًا على النساء كما لنا عليهن في الدنيا. فنزلت الآية؛ لأنّ في تمنيهم هذا تحكُمًّا على الشريعة، وتطرُّقًا إلى الدفع في صدر حكم الله، فهذا نهي عن كُلِّ تَمَنٍّ لخلاف حكم شرعي».