للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣١٨٨٦ - عن حماد، قال: سمعتُ عبدَ الله بن كثير يقرأُ هذا الحرف: «ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أن يَعْمُرُوا مَسْجِدَ اللهِ»، (إنَّما يَعْمُرُ مَسْجِدَ اللهِ) (١). (٧/ ٢٥٨)

[نزول الآية]

٣١٨٨٧ - قال عبد الله بن عباس: لَمّا أُسِر العباسُ يوم بدر عيَّره المسلمون بالكفر وقطيعة الرحم، وأغلظ عليٌّ له القول. فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا، ولا تذكرون محاسِننا؟! فقال له عليٌّ: ألكم محاسن؟ فقال: نعم، إنّا لنعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاجَّ. فأنزل الله - عز وجل - ردًّا على العباس: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله} (٢). (ز)

٣١٨٨٨ - قال مقاتل بن سليمان: نزلت في العباس بن عبد المطلب، وفي بني أبي طلحة، منهم شيبة بن عثمان صاحب الكعبة، وذلك أنّ العباس وشيبة وغيرهم أُسِرُوا يوم بدر، فأقبل عليهم نفرٌ مِن المهاجرين، فيهم علي بن أبي طالب والأنصار وغيرهم، فسبُّوهم، وعيَّروهم بالشرك، وجعل علي بن أبى طالب يُوَبِّخُ العباس بقتال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبقطيعته الرَّحِم، وأغلظ له القول، فقال له العباس: ما لكم تذكرون مساوِئَنا وتكتمون محاسننا؟! قالوا: وهل لكم محاسن؟ قال: نعم، لَنحنُ أفضلَ منكم أجرًا، إنّا لنعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحجيج، ونفك العاني-يعني: الأسير-. فافتخروا على المسلمين بذلك؛ فأنزل الله: {ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أنْفُسِهِمْ بِالكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ} (٣). (ز)

[تفسير الآية]

{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا}

٣١٨٨٩ - قال الحسن البصري: ما كان للمشركين أن يُتْرَكُوا، فيكونوا أهل المسجد الحرام (٤). (ز)

٣١٨٩٠ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- {ما كان للمشركين أن يعمروا


(١) أخرجه ابن مجاهد في السبعة ص ٣١٣ من طريق حماد به. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) أورده الثعلبي ٥/ ١٧ - ١٨، والبغوي ٤/ ١٩ واللفظ له.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٦٢ - ١٦٣.
(٤) تفسير الثعلبي ٥/ ١٨، وتفسير البغوي ٤/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>