الشيطان أنّهم أطاعوه في دينهم، فمنهم مَن أمرهم فاتخذوا أوثانًا أو شمسًا أو قمرًا أو بشرًا أو ملكًا يسجدون له مِن دون الله، ولم يظهر الشيطان لأحد منهم فيتعبد له، أو يسجد له، ولكنهم أطاعوه فاتخذوها آلهة من دون الله، فلما جُمِعوا جميعًا يوم القيامة في النار قال لهم الشيطان:{إني كفرت بما أشركتمون من قبل}[إبراهيم: ٢٢]. {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}[الأنبياء: ٩٨]، فعُبد عيسى والملائكة من دون الله، فلم يجعلهم الله في النار، فليس للشمس والقمر ذنب، وذلك يصير إلى طاعة الشيطان، فيجعلهم معهم، فذلك قوله حين تقرَّبوا منهم:{تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين}(١). (ز)
٥٦٠٩٨ - قال مقاتل بن سليمان:{إذ نسويكم} يعني: نعدلكم، يا معشر الشياطين، {برب العالمين} في الطاعات، فهذه خصومتهم (٢). (ز)
٥٦٠٩٩ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله:{إذ نسويكم برب العالمين}، قال: لتلك الآلهة (٣). (ز)
٥٦١٠٠ - قال يحيى بن سلّام:{إذ نسويكم برب العالمين}، أي: نتخذكم آلهة (٤)[٤٨٠٧]. (ز)
{وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩)}
٥٦١٠١ - قال أبو العالية الرياحي: يعني: إبليس، وابن آدم الأول، وهو قابيل؛ لأنه أوَّل مَن سنَّ القتل، وأنواع المعاصي (٥). (ز)
٥٦١٠٢ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جريج- {وما أضلنا إلا
[٤٨٠٧] قال ابنُ القيم (٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨): «هذه التسوية لم تكن منهم في الأفعال والصفات بحيث اعتقدوا أنّها مساوية لله سبحانه في أفعاله وصفاته، وإنّما كانت تسوية منهم بين الله وبينها في المحبة والعبودية والتعظيم، مع إقرارهم بالفرق بين الله وبينها، فتصحيح هذه هو تصحيح شهادة أن لا إله إلا الله».