للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تروه خيرًا من أن تروه، لم يتبعه على دينه إلا العبيد والسفهاء، يحدث عن حديث الأولين، وقد فارقه خيار قومه وشيوخهم. فبعثوا ستة عشر رجلًا من قريش في أربع طرق، على كل طريق أربعة نفر، وأقام الوليد بن المغيرة بمكة على الطريق، فمن جاء يسأل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقيه الوليد، فقال له مثل مقالة الآخرين، فيصدع الناسُ عن قولهم، وشق ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان يرجو أن يتلقاه الناس، فيعرض عليهم أمره، ففرحت قريش حين تفرق الناس عن قولهم وهم يقولون: ما عند صاحبكم خير -يعنون: النبي - صلى الله عليه وسلم --، وما بلغنا عنه إلا الغرور. وفيهم المستهزئون من قريش؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهم: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين} (١). (ز)

[تفسير الآية]

٤١٠٥٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: {أساطير الأولين}، يقول: أحاديث الأولين (٢). (ز)

٤١٠٥٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {ماذا أنزل ربكم، قالوا أساطير الأولين}، يقول: أحاديث الأولين، وباطلهم (٣). (٩/ ٤١)

٤١٠٦٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثم وصفهم، فقال سبحانه: {وإذا قيل لهم} يعني: الخرّاصين {ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين} يعني: حديث الأولين، وكذبهم (٤). (ز)

٤١٠٦١ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم}، إذا قال المؤمنون للمشركين في الدنيا: {ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين}، وإنما ارتفعت لأنهم قالوا لهم: أساطير الأولين. وهذه حكاية (٥). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٦٣ - ٤٦٥.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٤/ ١٩٩.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٤/ ١٩٩. وعزا نحوه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. كما أخرج نحوه يحيى بن سلام ١/ ٥٨ وزاد في آخره: وليس يُقِرُّون أن الله أنزل كتابًا، ويقولون: إن النبي افتراه من عنده.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٤٦٣ - ٤٦٥.
(٥) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>