٥١٨٠٥ - قال مقاتل بن سليمان:{ولا نكلف نفسا إلا وسعها} يقول: لا نكلف نفسًا مِن العمل إلا ما أطاقت، {ولدينا} يعني: وعندنا {كتاب} يعني: أعمالهم التي يعملون في اللوح المحفوظ {ينطق بالحق وهم لا يظلمون} في أعمالهم (٣). (ز)
٥١٨٠٦ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ولا نكلف نفسا إلا وسعها} إلا طاقتها. قوله:{ولدينا} أي: وعندنا {كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون}، عن ابن عباس، قال: أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب. قال: ربِّ، ما أكتب؟ قال: ما هو كائِنٌ. قال: فجَرى القلم بما هو كائِنٌ إلى يوم القيامة. قال: فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس، فيجدونه على ما في الكتاب. قال يحيى: وسمعتُ بعضَهم يزيد فيه: تلا ابنُ عباس هذه الآية: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون}[الجاثية: ٢٩]، ثم قال: ألستم قومًا عَرَبًا؟ هل تكون النسخة إلا مِن كتاب؟! (٤)[٤٥٥٣]. (ز)
{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا}
٥١٨٠٧ - عن عبد الله بن عباس، في قوله:{بل قلوبهم في غمرة من هذا}، قال: يعني
[٤٥٥٣] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٣٠٦) بأنّ أظهر ما قيل في معنى قوله تعالى: {ولَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالحَقِّ}: «أنه أراد: كتاب إحصاء الأعمال الذي ترفعه الملائكة». وعلَّق عليه بقوله: «وفي الآية -على هذا التأويل- تهديدٌ وتأنيس من الحيف والظلم». ثم ذكر قولًا آخر ولم ينسبه: أن المراد بقوله تعالى: {كِتابٌ} القرآن. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا يحتمل». ثم رجَّح القول الأول، فقال: «والأول أظهر». ولم يذكر مستندًا.