للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويَغلبون الفقراء على مجالس النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يكره طول مجالستهم وكثرة نجواهم، فلمّا أمرهم بالصّدقة عند المناجاة انتَهَوا عند ذلك، وقَدرت الفقراء على كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ومجالسته، ولم يقدم أحد مِن أهل المَيسرة بصدقة غير علي بن أبي طالب?؛ قدّم دينارًا، وكلّم النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر كلمات، فلم يلبثوا إلا يسيرًا حتى أنزل الله تعالى: {أأَشْفَقْتُمْ أنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ} (١). (ز)

٧٦٠٢٤ - عن مقاتل [بن حيان]، قال: إنّ الأغنياء كانوا يأتون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فيُكِثُرون مناجاته، ويَغلبون الفقراء على المجالس، حتى كرِه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - طول جلوسهم ومناجاتهم، فأمر الله بالصّدقة عند المناجاة، فأما أهل العُسرة فلم يجدوا شيئًا، وكان ذلك عشر ليال، وأما أهل المَيسرة فمنع بعضُهم مالَه وحبس نفسَه، إلا طوائف منهم، جعلوا يُقَدِّمون الصّدقة بين يدي النّجوى، ويزعمون أنه لم يفعل ذلك غير رجل من المهاجرين من أهل بدر؛ فأنزل الله: {أأَشْفَقْتُمْ} الآية (٢). (١٤/ ٣٢٦)

[تفسير الآية]

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢)}

٧٦٠٢٥ - قال مقاتل بن سليمان: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ} يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم - {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلك} يعني: الصدقة {خَيْرٌ لَكُمْ} مِن إمساكه {وأَطْهَرُ} لذنوبكم، نَزَلَتْ في الأغنياء، {فَإنْ لَمْ تَجِدُوا} الصّدقة على الفقراء {فَإنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} لِمَن لا يجد الصّدقة (٣). (ز)

{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٣)}

[النسخ في الآية]

٧٦٠٢٦ - عن علي بن أبي طالب -من طريق مجاهد- قال: ما عمِل بها أحدٌ غيري


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٦٣.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>