ورجَّح ابنُ جرير (٢٢/ ٣٩٥) -مستندًا إلى السنة- أنّ النفقة هي النفقة في جهاد المشركين، وهو قول قتادة، وأنّ الفتح فتح الحديبية، وهو قول الشعبي، وأبي سعيد الخدري، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي أن يُقال: معنى ذلك: لا يستوي منكم -أيها الناس- مَن أنفق في سبيل الله مِن قبل فتح الحديبية. للذي ذكرنا من الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي رويناه عن أبي سعيد الخدري عنه في أهل اليمن، وقاتل المشركين بمن أنفق بعد ذلك، وقاتل». وذكر ابنُ تيمية (٦/ ٢٠٨) أنّ المراد بالفتح: فتح الحديبية. وذكر ابنُ عطية (٨/ ٢٢٣) أنّ القول بأن الفتح: فتْح مكة؛ هو المشهور، فقال: «وهذا هو المشهور الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية». وقال له رجل بعد فتح مكة: أُبايعك على الهجرة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الهجرة قد ذهبت بما فيها، وإنّ الهجرة شأنها شديد، ولكن أبايعك على الجهاد»». وذكر أنّ أكثر المفسرين على أن قوله: {يستوي} مسند إلى {مَّنْ}، وترك ذكر المعادل الذي لم يستوي معه؛ لأن قوله تعالى: {من الذين أنفقوا من بعد} قد فسّره وبيّنه. ثم ساق احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن يكون فاعل {يستوي} محذوفًا تقديره: لا يستوي منكم الإنفاق. ثم علَّق بقوله:» ويؤيد ذلك أنّ ذكره قد تقدم في قوله: {وما لكم ألا تنفقوا}، ويكون قوله: {من أنفق} ابتداء وخبره الجملة الآتية بعد".