للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٠٩٤ - قال مقاتل بن سليمان: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} عن القتال، ... {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}، فإني لم أؤمر بقتالهم (١). (ز)

{فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ}

١٩٠٩٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- {فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم} الآية، قال: نهى الله هذه الأُمَّةَ أن يصنعوا صنيعهم (٢). (٤/ ٥٣٩)

١٩٠٩٦ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {فلما كتب عليهم القتال}، قال: لم يكن عليهم إلا الصلاة والزكاة، فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال، {فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية} (٣). (ز)

١٩٠٩٧ - قال مقاتل بن سليمان: فلما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أمر اللهُ - عز وجل - بالقتال، فكره بعضهم، فذلك قوله - عز وجل -: {فلما كتب عليهم القتال} يعني: فرض القتال بالمدينة {إذا فريق منهم} نزلت في طلحة بن عبيد الله {يخشون الناس} يعني: كفار مكة، {كخشية الله}، فلا يقاتلونهم، {أو أشد خشية وقالوا} وهو الذي قال: {ربنا لم كتبت علينا القتال}. يعني: لِمَ فرضت علينا القتال (٤) [١٧٦٧]. (ز)


[١٧٦٧] بيّن ابنُ عطية (٢/ ٦٠٤ - ٦٠٥) أن قوله: {يخشون الناس كخشية الله} يعني: «أنهم كانوا يخافون الله في جهة الموت، لأنهم لا يخشون الموت إلا منه، فلما كتب عليهم قتال الناس رأوا أنهم يموتون بأيديهم، فخشوهم في جهة الموت كما كانوا يخشون الله». ثم ذكر قولًا عن الحسن، فقال: «وقال الحسن: قوله: {كَخَشْيَةِ اللَّهِ} يدلُّ على أنها في المؤمنين، وهي خشية خوف لا خشية مخالفة». ثم ذكر احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن يكون المعنى: يخشون الناس على حدِّ خشية المؤمنين الله - عز وجل -». ثم علَّق عليه قائلًا: «وهذا ترجيح، لا قطع».

<<  <  ج: ص:  >  >>