للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٧١ - قال مقاتل بن سليمان: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ} مِن الله مِثْلِه، يعني: مثل هذا القرآن (١) [٩٤]. (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٨٧٢ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن الأنبياء نبيٌّ إلا أُعِطي ما مِثْلُه آمَنَ عليه البشر، وإنّما كان الذي أُوتِيتُه وحْيًا أوْحاهُ الله إلَيَّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابِعًا يوم القيامة» (٢). (١/ ١٨٨)

{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٣)}

٨٧٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- في قوله: {وادْعُوا


[٩٤] ذكر ابنُ جرير (١/ ٣٩٧ - ٣٩٨) اختلاف المفسرين في عود الضمير في قوله تعالى: {من مثله}، هل هو عائد على القرآن، أو عائد على الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟. ثم رجَّح مستندًا إلى دلالة القرآن، والدلالة العقلية عودَ الضمير على القرآن بقوله: «والتأويل الذي قاله مجاهد وقتادة هو التأويل الصحيح؛ لأن الله -جَلَّ ثناؤه- قال في سورة أخرى: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله} [يونس: ٣٨]، ومعلومٌ أن السورة ليست لمحمد بنظير ولا شبيه، فيجوز أن يقال: فأتوا بسورة مثل محمد».
ورجَّحه ابنُ كثير (١/ ٣١٤) مستندًا إلى أحوال النزول، ودلالة العقل، فقال بعد حكاية القول بعَوْدِه على القرآن: «وقال بعضهم: من مِثْل محمد - صلى الله عليه وسلم -، يعني: من رَجُلٍّ أُمِّيٍّ مِثْلِه، والصحيح الأول؛ لأنّ التَّحَدِّي عامٌّ لهم كلهم، مع أنهم أفصح الأمم، وقد تَحَدّاهم بهذا في مكة والمدينة مرات عديدة، مع شدة عداوتهم له وبغضهم لدينه، ومع هذا عجزوا عن ذلك».وزاد ابنُ عطية (١/ ١٤٧) عن طائفة: أن «الضمير في {مثله} عائد على الكتب القديمة: التوراة، والإنجيل، والزبور».

<<  <  ج: ص:  >  >>