وعلَّقَ ابن عطية (٤/ ١٣٨) على القولين: الأول، والثاني، بقوله: «هذان قولان مُطَّرِدان، يَتِمُّ بهما المعنى، ويحسن رَصْف اللفظ». ورجَّحَ ابن جرير (١١/ ٣٥) القولَ الثانيَ، وهو قول مجاهد والسديّ، استنادًا إلى أحوال النزول والسياق، فقال: «أوْلى هذه الأقوال عندي بالصواب قولُ من قال في ذلك بقول مجاهد، وقال: معناه: كما أخرجك ربك بالحقّ على كُرْه من فريق من المؤمنين، كذلك يجادلونك في الحق بعد ما تبين؛ لأن كلا الأمرين قد كان، أعني: خروج بعض من خرج من المدينة كارهًا، وجدالهم في لقاء العدو وعند دنوِّ القوم بعضهم من بعض، فتشبيه بعض ذلك ببعض، مع قرب أحدهما من الآخر، أولى من تشبيهه بما بَعُد عنه».