ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ٣٢٠) القول الأول استنادًا لموافقته ما جاء في الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - -حديث أبي هريرة في تفسير آية: {ويا قَوْمِ إنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ} -، وإن كان الذي قاله قتادة في ذلك غير بعيد من الحق، وبه قال جماعة من أهل التأويل». وذكر ابنُ عطية (٧/ ٤٤١) أن قوله تعالى: {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} معناه على بعض الأقاويل في التنادي: «تفرّون هروبًا من الفزع، وعلى بعضها: تفرّون مدبرين إلى النار».
[٥٦٨٧] علَّق ابنُ عطية (٤/ ١٢ - ١٣) على هذا القول بقوله: «ومَن قال: إنّ يوسف المبعوث الذي أشار إليه موسى في قوله: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} هو غير يوسف الصّدِّيق. فليس يحتاج إلى نظر، ومَن قال: إنه يوسف الصديق. فيعارضه ما يظهر من قصة يوسف، وذلك أنّه ملَكَ مصر بعد عزيزها، فكيف يستقيم أن يعيش عزيزُها إلى مدة موسى، فينفصل أنّ العزيز ليس بفرعون الملك، إنما كان حاجبًا له».