للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٨٠٣٠ - قال مقاتل بن سليمان: {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ}، يعني: بعد الحساب إلى النار ذاهبين، كقوله: {فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} [الصافات: ٩٠]، يعني: ذاهبين إلى عيدهم (١) [٥٦٨٦]. (ز)

{مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣)}

٦٨٠٣١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِن عاصِمٍ}: أي: مِن ناصر (٢). (١٣/ ٣٩)

٦٨٠٣٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِن عاصِمٍ} يعني: مِن مانع يمنعكم مِن الله - عز وجل -، {ومَن يُضْلِلِ اللَّهُ} عن الهُدى {فَما لَهُ مِن هادٍ} يعني: مِن أحد يهديه إلى دين الله - عز وجل - (٣). (ز)

{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ}

٦٨٠٣٣ - قال وهْب بن مُنَبِّه: إنّ فرعون موسى هو فرعون يوسف، عُمِّر إلى زمن موسى (٤) [٥٦٨٧]. (ز)


[٥٦٨٦] اختُلف في معنى قوله: {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} على قولين: أحدهما: هربًا في الأرض مِن الفزع. والثاني: انصرافهم إلى النّار.
ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/ ٣٢٠) القول الأول استنادًا لموافقته ما جاء في الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - -حديث أبي هريرة في تفسير آية: {ويا قَوْمِ إنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ} -، وإن كان الذي قاله قتادة في ذلك غير بعيد من الحق، وبه قال جماعة من أهل التأويل».
وذكر ابنُ عطية (٧/ ٤٤١) أن قوله تعالى: {يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ} معناه على بعض الأقاويل في التنادي: «تفرّون هروبًا من الفزع، وعلى بعضها: تفرّون مدبرين إلى النار».

[٥٦٨٧] علَّق ابنُ عطية (٤/ ١٢ - ١٣) على هذا القول بقوله: «ومَن قال: إنّ يوسف المبعوث الذي أشار إليه موسى في قوله: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} هو غير يوسف الصّدِّيق. فليس يحتاج إلى نظر، ومَن قال: إنه يوسف الصديق. فيعارضه ما يظهر من قصة يوسف، وذلك أنّه ملَكَ مصر بعد عزيزها، فكيف يستقيم أن يعيش عزيزُها إلى مدة موسى، فينفصل أنّ العزيز ليس بفرعون الملك، إنما كان حاجبًا له».

<<  <  ج: ص:  >  >>