للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تفسير الآية]

{تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ}

٥٤٤٠٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق محمد بن إسحاق بسنده- قال: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} مِن أن تمشي في الأسواق، وتلتمس المعاش، كما يلتمسه الناس، {جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} (١). (ز)

٥٤٤٠٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيج- في قوله: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك}: مِمّا قالَوا، وتَمَنَّوْا لك (٢). (ز)

٥٤٤٠٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال الله يَرُدُّ عليهم: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك}، يقول: خيرًا مِمّا قال الكفارُ مِن الكنز والجنة (٣). (١١/ ١٣٥)

٥٤٤٠٧ - قال مقاتل بن سليمان: فقال -تبارك وتعالى-: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} يعني: أفضل مِن الكنز والجنة في الدنيا، جعل لك في الآخرة {جنات تجري من تحتها الأنهار} (٤). (ز)

٥٤٤٠٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} مِن أن تمشي في الأسواق، وتلتمس المعاش، كما يلتمسه الناس، {جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} (٥). (ز)

٥٤٤٠٩ - قال يحيى بن سلَّام: قوله: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} مِمّا قالوا، يعني: المشركين، وتَمَنَّوا له: {أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها}، أي: يجعل لهم مكان ذلك خيرًا من ذلك {جنات تجري من تحتها الأنهار} (٦) [٤٧٠٦]. (ز)


[٤٧٠٦] اختُلِف في المعنيِّ بـ {ذلك} في قوله تعالى: {جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِن ذَلِكَ} على قولين: الأول: أنها إشارة إلى ما ذكره الكفار من الكنز والجنة في الدنيا. الثاني: أنها إشارة إلى أكْلِه الطعام ومَشْيِه في الأسواق.
ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٤٠٧) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وهو قول مجاهد، وقتادة، ومقاتل، ويحيى بن سلام، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنّ المشركين إنّما استعظموا أن لا تكون له جنة يأكل منها، وألّا يُلقى إليه كنز، واستنكروا أن يمشي في الأسواق، وهو لله رسولٌ. فالذي هو أولى بوعد الله إيّاه أن يكون وعدًا بما هو خير مِمّا كان عند المشركين عظيمًا، لا مما كان مُنكَرًا عندهم».
وذكر ابنُ عطية (٤/ ٢٠١ ط: دار الكتب العلمية) القولين، ونقل ترجيح ابن جرير أنّ القول الأول أظهر، ثم علَّق بقوله: «لأن هذا التأويل الثاني يُوهِم أنّ الجنات والقصور التي في هذه الآية هي في الدنيا -وهذا تأويل الثعلبي وغيره-، ويَرُدُّ ذلك قوله بعد ذلك: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ}». ثم علَّق بقوله: «والكل مُحْتَمَل».

<<  <  ج: ص:  >  >>