ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٤٠٧) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وهو قول مجاهد، وقتادة، ومقاتل، ويحيى بن سلام، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنّ المشركين إنّما استعظموا أن لا تكون له جنة يأكل منها، وألّا يُلقى إليه كنز، واستنكروا أن يمشي في الأسواق، وهو لله رسولٌ. فالذي هو أولى بوعد الله إيّاه أن يكون وعدًا بما هو خير مِمّا كان عند المشركين عظيمًا، لا مما كان مُنكَرًا عندهم». وذكر ابنُ عطية (٤/ ٢٠١ ط: دار الكتب العلمية) القولين، ونقل ترجيح ابن جرير أنّ القول الأول أظهر، ثم علَّق بقوله: «لأن هذا التأويل الثاني يُوهِم أنّ الجنات والقصور التي في هذه الآية هي في الدنيا -وهذا تأويل الثعلبي وغيره-، ويَرُدُّ ذلك قوله بعد ذلك: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسّاعَةِ}». ثم علَّق بقوله: «والكل مُحْتَمَل».