ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ١٨٥) مستندًا إلى لغة العرب أنّ كِلا القولين يَصْدُق عليه لفظ «العزم»، فقال مبيِّنًا ذلك: «وأصل العزم: اعتقاد القلب على الشيء، يُقال مِنه: عزم فلانٌ على كذا: إذا اعتَقَد عليه ونواه. ومِن اعتقاد القلب: حفظُ الشيء، ومنه: الصبرُ على الشيء؛ لأنه لا يَجْزَع جازعٌ إلا مِن خَوَرِ قلبه وضعفه. فإذ كان ذلك كذلك فلا معنى لذلك أبلغ مما بيَّنه الله -تعالى ذِكْره-، وهو قوله: {ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}، فيكون تأويله: ولم نجد له عزم قلبٍ على الصبر على الوفاء لله بعهده، ولا على حفظ ما عهد إليه». وعلَّق ابنُ عطية (٦/ ١٣٨) على هذين القولين بقوله: «وعبَّر بعضُ المفسرين عن العزم هنا بالصبر والحفظ وغير ذلك مما هو أعمُّ مِن حقيقة العزم».