ووجَّه ابنُ عطية (٦/ ٤١٢) القول الثاني بقوله: «والمعنى: سلِّموا على مَن فيها مِن صنفكم، فهذا كما قال: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِن أنْفُسِكُمْ} [التوبة: ١٢٨]، فإن لم يكن في المساجد أحدٌ فالسلام أن يقول المرء: السلام على رسول الله. وقيل: يقول: السلام عليكم. يريد الملائكة». ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٣٨٣) مستندًا إلى دلالة العموم شمول المعنى لجميع الأقوال، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: معناه: فإذا دخلتم بيوتًا مِن بيوت المسلمين فلْيُسَلِّم بعضكم على بعض. وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب؛ لأن الله -جلَّ ثناؤه- قال: {فَإذا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا}، ولم يَخْصُصْ مِن ذلك بيتًا دون بيت، وقال: {فَسَلِّمُوا عَلى أنْفُسِكُمْ} يعني: بعضكم على بعض. فكان معلومًا إذ لم يَخُصَّ ذلك على بعض البيوت دون بعضٍ أنه معنيٌّ به جميعها؛ مساجدها وغير مساجدها».