للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٠٥٢٣ - عن عاصم، في قول الله تعالى: {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣]، قال: قال الحسن: ذاك لمن أراد الله هوانه، فأما مَن أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة {وعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ} (١). (ز)

٧٠٥٢٤ - قال مقاتل بن سليمان: ثم نَعَت المسلمين، فقال: {أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أحْسَنَ ما عَمِلُوا} يقول: نجزيهم بإحسانهم، ولا نجزيهم بمساوئهم، والكفار يجزيهم بإساءتهم ويُبطل إحسانهم؛ لأنهم عملوا ما ليس بحسنة، ثم رجع إلى المؤمنين فقال: {ونَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ} ولا يفعل ذلك بالكفار {فِي} يعني: مع {أصْحابِ الجَنَّةِ وعْدَ الصِّدْقِ} يعني: وعْد الحقّ، وهو الجنة {الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ} وعدهم الله تعالى الجنة في الآخرة على ألْسِنَة الرسل في الدنيا (٢). (ز)

[آثار متعلقة بالآية]

٧٠٥٢٥ - عن مجاهد، قال: دعا أبو بكر عمر، فقال له: إنِّي أُوصيك بوصيّة أن تحفظها: إنّ لله في الليل حقًّا لا يقبله بالنهار، وحقًّا بالنهار لا يقبله بالليل، إنه ليس لأحد نافلة حتى يؤدي الفريضة، إنه إنما ثقُلت موازين من ثقُلت موازينه يوم القيامة باتّباعهم الحقّ في الدنيا وثقل ذلك عليهم، وحُقّ لميزان لا يوضع فيه إلا الحقّ أن يثقُل، وخفَّت موازين مَن خفَّت موازينه يوم القيامة لاتّباعهم الباطل في الدنيا وخِفّته عليهم، وحُقّ لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخفّ؛ ألم ترَ أنّ الله ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم، فيقول قائل: أين يبلغ عملك مِن عمل هؤلاء؟! وذلك أنّ الله تجاوز عن أسوأ أعمالهم فلم يُبدِه، وذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم، حتى يقول القائل: أنا خير من عمل هؤلاء. وذلك بأنّ الله تعالى ردّ عليهم أحسن أعمالهم، ألم ترَ أن الله أنزل آية الشدّة عند آية الرخاء، وآية الرخاء عند آية الشدّة؛ ليكون المؤمن راغبًا راهبًا؛ لئلا يُلقي بيده إلى التهلكة، ولا يتمنى على الله أُمنية يتمنى على الله فيها غير الحقّ (٣). (١٣/ ٣٢٦)

٧٠٥٢٦ - عن محمد بن حاطب -من طريق يوسف بن سعد- قال: ونزل في داري حيث ظهر علِيٌّ على أهل البصرة، فقال لي يومًا: لقد شهدت أمير المؤمنين عليًّا، وعنده عمار وصعصعة والأشتر ومحمد بن أبي بكر، فذكروا عثمان، فنالوا منه،


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٩/ ٤٨٥ (٣٦٧٩٨).
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ٢١.
(٣) أخرجه ابن جرير بنحوه ٢١/ ١٤٢ - ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>