وعلَّق ابنُ عطية (٦/ ٤٢٥) على القول الثاني بقوله: «ويجيء خِزْي الكفرة لذلك أبلغ». ورجَّح ابنُ القيم (٢/ ٢٥٤) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وهو قول مجاهد، فقال بعد أن ذكر إجابة المعبودين بقولهم: {سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أنْ نَتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِن أوْلِياءَ}: «وهذا الجواب إنّما يحسن مِن الملائكة والمسيح وعزير، ومَن عبدهم المشركون من أولياء الله». وانتقد (٢/ ٢٥٥) القول الثاني قائلًا: «وأمّا كونه من الأصنام فليس بظاهر». غير أنه ذَكَر له مخرجًا يُمكن أن يُحمَل عليه، فقال: «وقد يقال: إنّ الله سبحانه أنطقها بذلك تكذيبًا لهم، وردًّا عليهم، وبراءة منهم، كقوله: {إذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} [البقرة: ١٦٦]، وفي الآية الأخرى: {تَبَرَّأْنا إلَيْكَ ما كانُوا إيّانا يَعْبُدُونَ} [القصص: ٦٣]».