للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عذاب غير مردود} (١). (ز)

٣٥٩٨٥ - قال مقاتل بن سليمان: وقال جبريلُ لإبراهيم: {يا إبْراهِيمُ أعْرِضْ عَنْ هَذا} الجدالَ. حين قال: أتهلُكهم إن كان فيهم كذا وكذا. ثم قال جبريل - عليه السلام -: {إنَّهُ قَدْ جاءَ أمْرُ رَبِّكَ} يعني: قول ربك في نزول العذاب بهم، {وإنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ} يعني: غير مدفوع عنهم، يعني: الخَسف، والحَصْب بالحجارة (٢). (ز)

{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا}

٣٥٩٨٦ - عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد- يقول: كان أهل سدوم الذين فيهم لوط قومًا قد اسْتَغْنَوْا عن النِّساء بالرجال، فلمّا رأى اللهُ ذلك بعث الملائكةَ لِيُعَذِّبوهم، فأتوا إبراهيم، وكان مِن أمره وأمرهم ما ذكر اللهُ في كتابه، فلمّا بشَّروا سارة بالولد قاموا، وقام معهم إبراهيم يمشي، قال: أخبِروني لِمَ بُعِثْتُم؟ وما خطبكم؟ قالوا: إنّا أُرْسِلنا إلى أهل سدوم لِنُدَمِّرها، وإنّهم قوم سوء قد اسْتَغْنَوا بالرجال عن النساء. قال إبراهيم: أرأيتم إن كان فيهم خمسون رجلًا صالحًا؟ قالوا: إذن لا نُعَذِّبَهم. فجعل ينقص حتى قال: أهل البيت؟ قالوا: فإن كان فيها بيت صالح؟ قال: فلوط وأهل بيته؟ قالوا: إنّ امرأتَه هواها معهم. فلمّا يئِس إبراهيمُ انصرف، ومَضَوْا إلى أهل سدوم، فدخلوا على لوط، فلمّا رأتهم امرأته أعجبها حسنُهم وجمالهم، فأرسلت إلى أهل القرية: إنّه قد نزل بنا قوم لم يُرَ قومٌ قطُّ أحسن منهم ولا أجمل. فتسامعوا بذلك، فغشوا دار لوط مِن كل ناحية، وتَسَوَّروا عليهم الجدران، فلقيهم لوط، فقال: يا قومِ، لا تفضحوني في ضيفي، وأنا أُزَوِّجكم بناتي؛ فهُنَّ أطهر لكم. فقالوا: لو كُنّا نريد بناتك لقد عرفنا مكانهن. فقال: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد}. فَوَجَدَ (٣) عليه الرسل، قالوا: إنّ ركنك لشديد، {وإنهم آتيهم عذاب غير مردود} (٤). (٨/ ٩٣)

٣٥٩٨٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- قال: أتَتِ الملائكةُ لوطًا وهو في مزرعةٍ له، وقال اللهُ للملائكة: إن شَهِد لوطٌ عليهم أربع شهادات فقد أذِنتُ


(١) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/ ٣٠٠ - .
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٩٢.
(٣) الوَجْد: الحزن. تاج العروس (وجد).
(٤) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٥٢٠، وفي تاريخه ١/ ٣٠٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>