وجعلها ابنُ عطية (٨/ ٧٩ - ٨٠) على هذه القراءة معطوفة على قوله: {وفي ثمود}. وذكر ابنُ جرير قراءة مَن قرأ ذلك بنصب: {وقوم}، وذكر فيها عدة احتمالات رتّب عليها معنى الآية، فقال: «ولنَصْب ذلك وجوه: أحدها: أن يكون القوم عطفًا على الهاء والميم في قوله: {فأخذتهم الصاعقة}؛ إذ كان كل عذاب مُهلك تسمّيه العرب: صاعقة، فيكون معنى الكلام حينئذ: فأخذتهم الصاعقة وأخذتْ قوم نوح من قبل. والثاني: أن يكون منصوبًا بمعنى الكلام، إذ كان فيما مضى من أخبار الأمم قبل دلالة على المراد من الكلام، وأن معناه: أهلكنا هذه الأمم وأهلكنا قوم نوح من قبل. والثالث: أن يضمر له فعلًا ناصبًا، فيكون معنى الكلام: واذكر لهم قوم نوح، كما قال: {وإبراهيم إذ قال لقومه} [العنكبوت: ١٦] ونحو ذلك، بمعنى: أخبِرهم واذكر لهم». وعلى هذه القراءة ففي عطفها احتمالين ذكرهما ابنُ عطية، فقال: «وهو عطف إما على الضمير في قوله: {فأخذتهم} إذ هو بمنزلة: أهلكناهم، وإما على الضمير في قوله: {نبذناهم}». ثم رجّح ابنُ جرير: أنهما «قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار؛ فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب». وزاد ابنُ عطية أن ذلك قُرأ بالرفع، ووجّهه، فقال: «وقرأ أبو عمرو فيما روى عنه عبد الوارث: (وقَوْمُ نُوحٍ) بالرفع، وذلك على الابتداء وإضمار الخبر».